حوار صحفي

الحرب الليلية وأساليب الوقاية منها

1- ما أهمية القتال الليلي بالنسبة لكم؟

– قديما كان الظلام في الحروب هو استراحة للجيوش المتحاربة نهارا وكانت المعارك تبدأ عند الإسفار (إمكانية الرؤية الطبيعية بعد طلوع الفجر) وتستمر حتى مغيب الشمس، وذلك لاعتماد الجيوش حينئذ على المواجهة المباشرة’ ولكن بعض العمليات الحربية كانت تنفذ ليلا مثل التحرك والانتقال من مكان إلى آخر، ومحاصرة القلاع والحصون والضرب بالمنجنيق على المدن المحاصرة والهجوم الخاطف على الأماكن المهمة للعدو وقتل قياداته وكان هذا هو أقصى استغلال للظلام، وبعد التطور التكنولوجي وظهور أجهزة الرؤية الليلية أصبح أول مجال لاستخدامها هو ميدان الحروب والقتال وكانت الدول العظمى بعد الحرب العالمية الثانية تعمل على تطوير أجهزة الرؤية الليلية وأجهزة الإنارة لتحظى بحرية التحرك أكثر فى عمليات القتال الليلي، وفي أيامنا هذه يعد القتال الليلي من الركائز الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها سواء في المعارك الهجومية أو الدفاعية كما يمكن به قلب موازين المعركة وتدمير نخبة قوات العدو، لأنه عين القوات في الميدان. ومن غايات القتال الليلي:
أ- إحداث مباغتة تعبوية
ب-إكمال نجاحات متحققة
ج- إدامة الضغط على العدو
د- تعويض بعض النقص الحاصل وذلك بإدامة زخم المعركة
هـ- مسك منطقة حيوية لعمليات نهارية لاحقة

2- رأينا ما حصل في حملة 2019 من معارك شرسة ليلية، هل كانت سببا في ما حصل من سقوط للمناطق ؟

نعم فقد باءت كثير من محاولات المحتل الروسي وعصابات الأسد في التقدم النهاري نحو المناطق المحررة بالفشل ما دفع العدو إلى تغيير تكتيكه واتباع أسلوب القتال الليلي ومع قلة المعدات الليلية لدينا وأجهزة الرؤية نجح المحتل في السيطرة على بعض المناطق.

3- هل يتدرب الجنود جميعا على القتال الليلي؟ أم أن لذلك شروطا معينة؟

من المعروف أن التدريب الليلي أصعب بكثير واكثر كلفة من التدريب النهاري ولذلك فإن الوحدات التى تتدرب عليه يجب أن تتميز بكفاءة قتالية عالية وقدرات مميزة، فيوجد دورات خاصة بشكل مستمر على المعدات الليلية لفئة معينة، ولهذه الفئة شروط معينة أبرزها:
_ الخبره العملية في القتال النهاري
_ قابلية تطوير نفسه في مجال الطبوغرافيا والإحداثيات العسكرية
_الثقة بالنفس والشجاعة
_ اللياقة البدنية العالية حتى يتمكن من أداء واجبه على أكمل وجه.

4- هل نمتلك الإمكانات في مباغتة العدو في معارك ليلية؟

القتال الليلي في زماننا هو الجزء الأهم في المعارك الهجومية لذلك فإننا وضعنا خططا لهجمات ليلية ودربنا القوات على عدة أسلحة واختصاصات وطورنا سرايا القتال الليلي والحراري، ورأينا ما حدث في عدة عمليات نوعية ومنها عملية قمة طوروس شمال اللاذقية خلف الخطوط حيث اصطدنا عناصره واحدا تلو الآخر.

5- هل سنتمكن من التصدي للهجمات الليلية المعادية؟

لقد أصبح الليل مجالا للقتال كما النهار، من الناحية الفنية أو مكملا له في الأعمال القتالية أو عامل حسم لبعض المعارك حتى أضحى مفروضا على جميع الجيوش الحديثة أن تقاتل بفاعلية ليلا، ولا خيار لها في ذلك وتكّون واقع قوامه: أن من لم يتعامل مع الظلام، ويجاريه فنيا ونفسيا سيخسر المعركة، وأن من يمتلك أجهزة الرؤيا الحديثة، ويجري التدريبات المناسبة، والممارسات الصحيحة، ويتمتع بمعنويات عالية ستترجح كفته في المعركة، وبناء على ذلك أجرينا دراسة لإستراتيجية العدو في تقدمه الليلي ووضعنا خططا دفاعية ليلية سدت جميع الثغرات التي كان يستغلها العدو لاحتلال المناطق كما ودربنا القوات على الدفاع في الليل واستمرار الرصد والاستطلاع الليلي والحمد لله تمكنا مؤخرا من صد عدة محاولات تقدم وتسلل لعصابات الأسد المجرمة على نقاط المحرر، وسيلقى العدو إن حاول التقدم ليلاً ما يسوؤه بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى