تقرير مكتوب

ظاهرة خطف الأطفال في مناطق سيطرة عصابات الأسد

تفشت عمليات الخطف وخصوصا الأطفال -حتى في وضح النهار- في مناطق سيطرة عصابات الأسد وداعميها وأغلبها في دمشق وحلب ودرعا.

ويعود الخطف إلى عدة عوامل أبرزها غياب الأمان وانتشار الانحلال الخلقي وغياب الرادع الديني.

الانفلات الأمني بسبب انضمام كثير من الأشخاص من خلفيات مختلفة، وجنسيات شتى إلى الميليشيات ما يدعم عصابات الخطف والقتل والتي استهدفت بشكل عام الأفراد وفئة الأطفال بصورة خاصة، وتدني الالتزام الديني وظهور الفواحش، والرذيلة، وشرعنة زواج المتعة وخصوصا في مناطق الميليشيات الشيعية، وسط صمت بعض الأهالي على تعرض أبنائهم أو بناتهم لذلك، خوفا من الفضيحة من أبرز الأسباب المؤدية للخطف.

ضلوع كثير من مسؤولي العصابات والميليشيات الطائفية وعناصرهم بعمليات الخطف.

كما ثبت -في كثير من الأحيان- ضلوع قسم كبير من مسؤولي الميليشيات الشيعية كحزب إيران اللبناني وقطعان الشبيحة التابعة بشكل مباشر للعصابات المجرمة بعمليات الخطف والابتزاز اللا أخلاقي، لا سيما عقب التسوية الفاشلة والمزعومة بين عصابات الأسد ومجموعة تتخذ من بلدة “عريّقة” بريف السويداء مقراً لها.

المطالبة بفدية مالية باهظة

تبتز عصابات الخطف الأهالي بطلب فدية مالية كبيرة مقابل إعادة أبنائهم إليهم، وأشهر مثال ما حصل مع الطفل “فواز قطيفان” إذ طلب الخاطفون 140 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه، -وتقول مصادر عديدة- : إن معظم أفراد عصابات الخطف كانوا مجنَّدين سابقين في الأجهزة الأمنية والميليشيات الرديفة، وبعد تسريحهم وانقطاع رواتبهم وانخفاض القوّة الشرائية لرواتب آخرين منهم، شكلوا عصابات مناطقية معتمدين على أسلحتهم التي تسلّموها عند انتسابهم إلى تلك الأجهزة. ويشير آخرون إلى عدم قدرة الجهات المعنيّة في المحافظة على ضبط سلوك هذه العصابات بسبب حماية الأجهزة الأمنية لها من جهة، وامتلاك العديد من أفرادها بطاقات خاصّة تثبت انتسابهم إلى تلك الأجهزة من جهة أخرى-.

رواج تجارة الأعضاء البشرية

عصابات الخطف لجأت لاختطاف الأطفال وبيع أعضائهم -بمبالغ باهظة- بعد رواج تجارة الأعضاء البشرية، ووثقت منظمات حقوقية وقوع عمليات عدة في دمشق أشهرها في “حديقة الثلاث عنزات” و”حديقة الثريا” في حي الميدان، وحديقة “جامع الأنصاري” في حي الزاهرة وحديقة تنظيم كفرسوسة.

الاستغلال الجنسي للمتسولين

تزايدت عمليات خطف الأطفال المتسولين واستغلالهم جنسيا كما حصل في الشهر السابع من عام 2020 من اختطاف فتاة تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً تمتهن التسول في مدينة سقبا في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وسائل إعلام العصابات تعتم على الأخبار وتكم الأفواه

التعتيم الإعلامي على الفساد، وقمع كل صوت ينادي بالإصلاح، ساهم في هذه الظاهرة إذ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي باختطاف طفلة لا يتجاوز عمرها ثلاثة عشر عاماً في حي حلب الجديدة أثناء نزولها لرفع قاطع المولد الكهربائي ليلاً، ليتلقى أهلها اتصالا من الخاطفين بطلب فدية مالية، وبعد الاتفاق على المبلغ وموعد التسليم، وجدوها في المكان المحدد، ضمن كيس قمامة منزوعة الأعضاء البشرية، وكما هو معتاد نفت عصابات الأسد الخبر ولم تسمح بتداوله.
إن عدم التصدي لعصابات الاختطاف، وخاصة خطف الأطفال في مناطق العصابات الأسدية، يفرز عدداً من الظواهر السلبية التي تؤدي لتهديد أجيال بأكملها لا ذنب لهم إلا أنهم ضمن مناطق أصبحت أشبه ما تكون بالغابة، يأكل فيها القوي الضعيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى