تحليل عسكري

التصعيد في شمال شرق سوريا… الأسباب والمآلات

بالنسبة للتوترات الأخيرة بين روسيا وأمريكا، فأرى أنّ لها علاقة بالحرب الروسية على أوكرانيا، فروسيا منزعجة كثيراً من تزويد أمريكا للأوكرانيين بأسلحة متطورة وخصوصا العنقودية منها والدبابات، وربما نتحدث عن طائرات “f16”.
من جهة أخرى فإن الروس يحاولون رد الجميل لإيران التي ساعدتهم في حربهم على أوكرانيا عبر تزويدهم بالطائرات المسيرة، في الوقت الذي ترغب فيه إيران ببقاء طريق “طهران – دمشق – بيروت” مفتوحا، لذلك رأينا بأن القوات الروسية نفذت عدة عمليات استطلاعية في المنطقة الشرقية ومضايقة الطائرات الأمريكية أكثر من مرة، وقد لاقت تلك المضايقات ردود فعل أمريكية قوية، وهي عبارة عن قولهم: سنرد بطريقة أو عملية عسكرية، كما دعمت قواتها في شرق سوريا بنحو “2500” مقاتل من الفرقة الجبلية الأمريكية، وزودتها بمزيد من الأسلحة بينها الثقيلة، ونفذت مناورات في منطقة التنف للتدريب على الأسلحة المتطورة والتكتيكات الحديثة.
وأمَّا عن نتيجة هذه التوترات بين الجانبين الروسي والأمريكي فأتوقع أنها ستؤدي بالنتيجة الى مواجهات ليست بين الطرفين ولكن بين المحسوبين على كل منهما، وبالفعل فإن أذرع كل من روسيا إيران في المنطقة الشرقية نفذت بعض العمليات العسكرية ضدَّ القوات المحسوبة على الأمريكان من جيش الثورة وقسد وكذلك الصناديد وغيرها.
كما أن للجانبين دوافع اقتصادية متضاربة، فالروس يحاولون السيطرة على الفوسفات والنفط والغاز وعلى إعادة الإعمار والاستحواذ على كل ما تقع أيديهم عليه من الاقتصاد السوري، وأما الولايات المتحدة فإنها تحتفظ بمنطقة شرق الفرات، والتي تسمى بـ”سورية المفيدة”، إذ إن نحو 80% من اقتصاد سوريا هو في شرق الفرات من الحقول النفطية والحبوب وسد الفرات وسد تشرين ونهر الفرات وغيرها، لذا فإننا نرى أن الطرفين وخلال المباحثات القديمة التي عقدت بين “لافروف” و”كيري”، رسما مناطق النفوذ وقسماها بينهما، إلا أن الحرب الروسية على أوكرانيا خلطت الأوراق، وغيرت بعض قواعد اللعبة على الساحة السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى