تحليل عسكري

هل هناك تطور في الإدارة العسكرية للفصائل الثورية بعد الحملة الأخيرة؟

العميد محمد الخالد

أرى أن تطور الأداء العسكري كان السمة البارزة في المحرر -بفضل الله تعالى- وأهم ملامحه تحديث الخطط القتالية وخصوصا نظام القتال الليلي والذي عانت من نقصه الفصائل العسكرية خلال الحملة عام 2019، وذلك بتخريج دورات من المقاتلين لمواجهة أية حملة قادمة من قبل عصابات الأسد والمحتل الروسي، وكذلك صيانة الأسلحة والعربات التي تعرضت للتدمير بالطائرات الروسية.
أعتقد أن صمود الجبهات العسكري يتعلق بشكل رئيسي بدخول آلاف الجنود الأتراك مع عرباتهم إلى إدلب ما شكل عامل توازن مع المحتل روسيا وعصابات الأسد وخصوصاً أن إدخال تركيا لمنظومة دفاع جوي ساهم في منع تحليق طيران الأسد واقتصر التحليق فقط على الطيران الروسي ناهيك عن زج الفصائل قوات مدربة على الجبهات والرد السريع على أي هجوم تشنه العصابات.
أرى أن أفدح الأخطاء التي وقعت فيها الفصائل هو غياب التنسيق العسكري ضمن غرفة عمليات عسكرية موحدة وهو ما تلافته بعد ذلك بإنشاء غرفة عمليات الفتح المبين، ولكن هذه الخطوة جاءت متأخرة ما تسبب بخسارة قسم كبير من الأراضي في أرياف حماة وإدلب وحلب.
لا شك أن الوضع العسكري تغير بشكل كبير عن عام 2019، فالفصائل استطاعت ترميم صفوفها وكذلك خرجت عددا من المقاتلين في المعسكرات، وثمة إضافة جديدة وهي دخول أكثر من 10 آلاف جندي تركي مجهزين للقتال على الجبهات وكذلك التحصينات الواسعة برعاية الجيش التركي.
ختاما فإن الاستهدافات اليومية وتفعيل الكمائن يربك عصابات الأسد، ويفشل خططها، ويشغلها بنفسها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى