حوار صحفي

إستراتيجية الإنزالات الجوية، وطرق الوقاية منها

1- لو تشرحون لنا أساليب الإنزالات الجوية.

تعد الإنزالات الجوية من العمليات النوعية المعقدة التي تحتاج إلى تخطيط وإعداد عال ورفيع المستوى لتحقيق أهدافها المرجوة، وإذا أردنا أن نُعرّفها فنقول: إنَّها عملية نوعية تُنفّذ من قبل وحدة من الكوماندوز أو القوات الخاصة الأكثر تدريباً من خلال نقل هذه الوحدات بالمروحيات إلى خلف الخطوط لتنفيذ عملية  الإنزال.
وتهدف الإنزالات عادة إلى السيطرة على أهداف مهمة ومناطق حيوية أو من أجل قتل قائدٍ كبير أو تحرير أسرى أو لأجل الحصول على وثائق سرية مهمة أو إلى أهداف أخرى لا مجال لذكرها هنا.
ونشير إلى أن نظرية استخدام الإنزالات الجوية، وضعت في العمليات الهجومية للقوات البرية قبل الحرب العالمية الثانية، وقد استخدمت الإنزالات في مسارح عمليات متعددة بهدف تحقيق أهداف متنوعة، وتَبِعَ ذلك تطورٌ سريع وكبير على أُسُس استخدام هذه القوات، وعلى وسائط نقلها وتسليحها خاصة بعد استخدام الحوامات القتالية لأول مرة في حرب فيتنام.

2- ما أنواع هذا الأسلوب وأقسامه ونوعية جنوده أيضاً؟

يمكن تقسيم الإنزالات إلى عدة أنواع أهمها:
1. الإنزالات التكتيكية.
2. الإنزالات التكتيكية العملياتية.
3. الإنزالات العملياتية.
4. الإنزالات الاستراتيجية.
5. إنزال المهام الخاصة.
ويكمن الفرق بين هذه الأنواع من خلال: حجم وحدات الإنزال ومواصفات موقع الإنزال وكذلك مساحة الانتشار الأرضي والعمق الذي سينفذ فيه الإنزال ومدة البقاء في موقع الإنزال.
وكما ذكرنا سابقا فإن الجنود المؤهلين لتنفيذ هكذا مهام يكونون من ذوي الخبرة والتدريب المكثف والعالي كجنود القوات الخاصة أو الكوماندوز، مع العلم أنهم يزودون بمعدات عالية الكفاءة وبأسلحة خفيفة سهلة النقل والحركة، تساعدهم في تنفيذ مهامهم على أكمل وجه وبأسرع وقت وبأقل الخسائر.

3- هل استخدم هذا الأسلوب من قَبْلُ ضد الثوار، وما مدى جدواها؟

لم يستخدم هذا الأسلوب ضد الثوار من قبل وإنما استخدمته عصابات الأسد، بالاشتراك مع قوات “فاغنر” التابعة للمحتل الروسي، في ليلة من ليالي صيف عام 2017، على مقاتلي تنظيـ ـم الـ ـدولة في منطقة تدمر، وتلاها السيطرة على قرية الكدير، وبناء على مصادرهم، فإن عصابات الأسد تقدمت مسافة “33” كم، وسيطرت على عدة قرى ودمرت عددا من آليات التنظيم، مع الاستعانة بالتغطية النارية.
وكما هو معلوم فجدوى تنفيذ هكذا عمليات يكون مرتفعا إذا ما أخذ بعين الاعتبار التخطيط الجيد والإعداد الصحيح لها وفي نفس الوقت إهمال الإجراءات المضادة من قبل الطرف المستهدف كما حصل في منطقة تدمر.

4- كثر في الآونة الأخيرة تدرب عصابات الأسد على هذا التكتيك.. هل هي مقدمة لاستخدامه؟

نعم صحيح، نراقب عن كثب كل ما تقوم به عصابات الأسد من تدريبات نوعية على الإنزالات الجوية أو غيرها من الأساليب كالقتال الليلي وندرسها من جميع النواحي العسكرية والإعلامية، وبالنسبة لاحتمالية تنفيذ هذا الأسلوب من قبل العصابات ضد المناطق المحررة فكل شيء وارد ومتوقع وفي نفس الوقت مأخوذ بعين الاعتبار من قبلنا، كما أعددنا إجراءات عملية لمقاومة هذه الإنزالات المتوقعة بأفضل التكتيكات بإذن الله.

5- هل غرفة عمليات الفتـ ـح المبيـ ـن قادرة على التصدي للإنزالات؟

تعد مقاومة الإنزالات الجوية مهمة ليست بالسهلة لمن لم يستعد لها ويأخذ بالأسباب، ولكننا -بعون الله- قادرون على التصدي لهذا التكتيك أو الأسلوب وغيره من التكتيكات التي قد تستخدمها عصابات الأسد، فالمجاهدون على أعلى درجات اليقظة والانتباه، والخطط جاهزة لإعاقة هذه الأعمال، كما أن المعسكرات قائمة في الشمال المحرر، لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً في الإعداد والتدريب على كل المستويات.

6- هل هناك تكتيكات للتصدي للإنزالات؟

بالطبع هناك تكتيكات متبعة لإحباط ومقاومة أي إنزال، لا مجال لذكرها هنا وسنتركها للميدان وسنفاجئ العدو بما يخزيه ويمرغ أنفه وسيكون الشمال المحرر مقبرة لقادته وجنوده وآلياته -بإذن الله-.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى