حوار صحفي

حوار مع الصحفي والناشط الحقوقي الأستاذ “جلال دمير” حول العنصرية تجاه السوريين وهجرة الشباب من تركيا وتأثير ذلك على الاقتصاد التركي

1- هل العنصرية تجاه السوريين في تركيا شاملة لجميع الأتراك أم إنها مقتصرة على فئة معينة؟
العنصرية تجاه السوريين بشكل خاص والعرب بشكل عام في تركيا ليست شاملة لجميع الأتراك، بل إن العنصريين فئة قليلة وهم ينتهجون ذلك بالأساس، وليست عنصريتهم موجهة ضد العرب أو ضد السوريين بشكل خاص، بل ضد الحكومة أيضا، فهدفهم الأساسي هو الحكومة، ولكن يستخدمون ملف المهاجرين لأهداف سياسية، فلذلك يمكن أن نقول العنصرية التي نراها تجاه السوريين في تركيا متابعة من الحكومة التركية، وحتى الرئيس التركي أردوغان تحدث عن الموضوع، وقال: لن نسمح لهؤلاء العنصريين أن يستغلوا عنصريتهم لأهدافهم السياسية ولن نترك اللاجئين تحت رعايتهم أو حمايتهم، لذلك نستطيع أن نقول إن العنصرية في تركيا موجهة للحكومة وللسوريين أيضا.
2 – هل المعارضة هي السبب في تعرض السوريين للعنصرية أم أن هناك أسباب أخرى ؟
ليس كل المعارضة بل بعض من المعارضة هم السبب الأساسي في تعرض بعض السوريين للعنصرية لأنه دائما ما يستخدمون اللسان العنصري في مناشرهم وفي أقوالهم وفي تداولاتهم السياسية في الميدان، فهذا يؤثر على المجتمع التركي الذي لا علاقة له بالسياسة، إذ يسمع كلام بعض المعارضين العنصريين، فينتج عن ذلك ردة فعل ومعاملات عنصرية تجاه العرب والسوريين خصوصا.
3- ما موقف الحكومة التركية من هذه العنصرية التي وصلت إلى حد القتل؟
ذكرت قبل قليل أن الحكومة التركية نفسها تتعرض للعنصرية، فالشتائم أو التهديدات التي يتعرض لها وزير الداخلية أو الحزب الحاكم أكثر بكثير مما يتعرض له السوريون، فهدفهم الأساسي هو الحكومة ولكن بالنتيجة تركيا دولة قانون ولا تستطيع أن تقبض على أي شخص بدون إثبات قانوني، وهؤلاء العنصريون يعرفون القانون بشكل جيد، ويستخدمون الكلمات التي ليس فيها مخالفة قانونية، كما أن لديهم محامين متخصصين، وهناك دعاوى كثيرة صدهم، صدرت أحكام في بعضها، والبعض الآخر ينتظر قرار المحكمة.

4 – شاهدنا هجرة الآلاف من الشبان السوريين نحو أوروبا في الآونة الأخيرة .. هل سبب ذلك العنصرية أم هناك أسباب أخرى؟

هجرة الناس إلى أوروبا ليست بالأمر الجديد فحتى قبل انطلاق الثورة في سوريا ومن جميع الدول في الشرق الأوسط يرغب الكثيرون باللجوء والهجرة إلى أوروبا، ولكن في الآونة الأخيرة ازداد عدد طاابي اللجوء إلى أوروبا، ومن المؤكد أن العنصرية الذي تصدر من بعض المعارضة أثرت على اللاجئين أو السوريين المقيمين في تركيا، وبدأ الكثير يفكر باللجوء إلى أوروبا.

5 – هل تتسبب هذه الهجرة في نقص اليد العاملة وتضرر الاقتصاد التركي كما يصور البعض أم أن هذه الآراء مبالغ فيها ؟

لا شك أن الهجرة الجماعية الكبيرة إلى أوروبا ستؤثر على الاقتصاد التركي، ولن تظهر نتائجها مباشرة وأصبح واضحا دعم اليد العاملة السورية للاقتصاد التركي، وهناك آلاف الشركات أصحابها سوريون وهناك تحويلات وتصدير وتوريد نسبة كبيرة منها ينفذها التجار السوريون والعرب، فمن المؤكد أنهم إذا نقلوا شركاتهم أو هاجروا إلى أوروبا فسيؤثر ذلك على الاقتصاد التركي، لذا يجب على تركيا أن تحتفظ بهذه القوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى