حوار صحفي

معتقل يروي تفاصيل سجنه

1- متى أسرت؟ وكم لبثت في المعتقل؟ وما اسمه؟

أسرت في الـ8/9/2012، وقضيت بعد ذلك سبع سنين، منها سنة ونصف في فرع المخابرات الجوية والشرطة العسكرية، و5 سنوات ونصف في سجن صيدنايا، بالجناح الذي يرمز له بحرف “L” (السجن الأبيض).

2- أين أسرت؟ وكيف؟

كنت رقيب أول وترفعت إلى مساعد في جيش النظام المجرم، وبقيت قرابة الشهرين وأنا أخطط للانشقاق، وأثناء نزولنا للمبيت من منطقة جرمانا باتجاه المطار، وعندما اقتربنا من فرع الدوريات، وقعت اشتباكات مسلحة مع الحاجز المتمركز هناك فاعتقلت على إثرها.

3- ماذا كنتم تأكلون في المعتقل؟

يختلف طعام السجناء باختلاف مدير السجن والسجانين، وحسب فساد العاملين فيه فمنهم من يسرق أكثر طعامنا ومن دون ذلك، فمثلا على الفطور ربما قطع لك رغيف خبز مع 9 حبات زيتون، وفي بعض الأحيان يعطيك رغيف خبز مع ملعقة لبن، هذا فطورنا، وأحيانا يقدمون لنا بيضة مع رغيف خبز وذلك في أفضل الظروف.
وأما في الغداء فيقدمون لنا الباذنجان المطبوخ بالماء، وغالبا ما يقدمون لنا كمية قليلة من البرغل أو الرز المسلوق بالماء أيضا.
وفي أكثر الأحيان لا يعطوننا طعاما للعشاء, وفي بعضها يقدمون حبة بطاطا مع رغيف خبز، ولكنهم يقطعون عنا الملح حتى نعده مثل الذهب.

4- ما هي أساليب التعذيب التي تعرضت لها أنت وزملاؤك؟

تعرض رفاقي للصعق بالكهرباء والحرق بالماء المغلي، والشبح فكانوا يعلقون السجين حتى تنفصل عظامه عن بعضها ويبقى معلقا على العصب واللحم، وكانوا يضربوننا بأنابيب المياه الخضراء -الأخضر الإبراهيمي- على أجسادنا كلها،
كما يوهمون السجين بوجود زوجته أو أمه أو أخته لديهم ويهددونه بعرضه لينهار ويعترف بما لم يفعل.
ومن أساليب التعذيب “التابوت” فيدخلون الأسير فيه ما بين ثلث إلى نصف ساعة فبينقطع عنه الأوكسجين ويحس أنه يحتضر فيعترف أيضا بكل ما يطلب منه.
ومن ناحيتي فأصعب ما تعرضت له أنهم كانوا يغلون المياه ثم يسكبونها على كل أنحاء جسدي حتى تعفن ظهري، وكان السجناء يزيلون التعفن بعظم الدجاج، حتى لا ينتشر في جسدي وأموت.

5- هل حوكمتم أنت وزملاؤك؟

من ناحيتي فاني أخرجت من فرع المخابرات الجوية وعرضت على النيابة، وحولت إلى صيدنايا، ثم بدأت محاكمتي عند قاضي التحقيق ثم حولت إلى قاضي الجنايات وأصدر علي الحكم، وأكثر الأسرى تكون أحكامهم جاهزة ومعدة مسبقا.
ولأني عسكري فإنني من اختصاص القضاء العسكري وليس الميداني، وثمة فرق بينهما، وفي القضاء العسكري تستطيع توكيل محام عنك، ويتمكن أهلك من زيارتك ويعرفون مكانك، كما ويمكنك أن تخرج بدفع الأموال للفاسدين وكأن شيئا لم يكن، ولو سردت لك كل ما جرى معي لطال لقاؤنا بل ربما بقيت أسبوعا أحدثك عن يومياتنا وعذاباتنا ومعاناتنا.

6- ما أشد ما مر عليك في الاعتقال؟

في عام 2014، وبالتحديد ابتداء من 21/12/2013 وحتى 9/1/2014، كانت أصعب 20 يوما مرت علي، إذ نقلت من سجن المخابرات الجوية بالآمرية إلى سجن القصاع بباب توما، وهو سجن تحت الأرض ولا يدخل إليه الضوء وهو مليء بالقمل والحشرات، قضيت فيه 20 يوما من العذاب، وكانوا يأخذون في كل يوم 30،40،50 جثة في السيارات ليدفنوها في مقابر جماعية.
وكان أصعب يوم قضيته في السجن الأبيض الحرف “L” بصيدنايا، هو ال 9/6/2014، عندما علمنا من زملائنا الذين يخرجون في السخرة أن 90 واحدا منا قتلوا بنفس اليوم، وهم محكومون بالقتل ولكيلا يشملهم العفو الصادر في 9/6/2014 قتلوهم جميعا.

7- هل هناك فئات للأسرى داخل سجن صيدنايا؟

يعامل كل أسير حسب تصنيفه في سجن صيدنايا ففيه المدنيون والعسكريون المجندون أو المتطوعون كما أن هناك قسما لمن يسمون “الإرهابيين” وعلمنا أن فيه جناحا خاصا بالضباط.

8- هل صحيح أن عصابات الأسد زرعت بينكم جواسيس؟

نعم هذا صحيح، فإنهم أدخلوا معنا جواسيس أملا في الحصول على معلومات لم نعترف بها أثناء التحقيق وذلك لاستعمالها ضدنا لاحقا.

9- ماذا كنتم تتمنون وأنتم في الأسر؟

كنا نحلم بأن يأتي يوم نستطيع فيه مد أرجلنا وأن ننام مستلقين، لأننا ممنوعون من النوم ليلا ونهارا، فحجموا أحلامنا حتى أصبحنا نحلم بأبسط أمر في الحياة.

10- كيف أفرجت عصابات الأسد عنك؟

ذكرت لكم أنني تنقلت بين المعتقلات من المخابرات الجوية إلى صيدنايا فصدر بحقي حكم بالأعمال الشاقة المؤبدة وهي 31 سنة، ثم شملت بالعفو الصادر في عام 2012، والصادر في 2013، فخفضت عقوبتي إلى 20 ثم في العفو الذي يليه خفضت العقوبة من 20 إلى 10 ثم شملني العفو الصادر عام 2014, فانخفضت محكوميتي إلى سبع سنين كاملات، قضيتها ثم فك الله أسري من أيدي هذه العصابات الظالمة المجرمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى