حوار صحفي

سلاح المدفعية وأنواعه وأهميته

المقدم محمد علي البكور

1- ما أنواع المدفعية، وما مدى كل منها؟

المدفعية سلاح قديم وهو تطوير للمنجنيق الذي كان يرمي بشكل شاقولي، وظهر تأثير المدفعية في القرون الوسطى، وكان أهم استخدام له في فتح القسطنطينية من خلال المدفع العملاق الذي دك أسوار القسطنطينية، وقد أجاد العثمانيون استخدام المدفعية أيضا في معركة موهاكس، حيث دمرت الجيوش الأوربية المجتمعة تدميرا كاملا.
تُرمى قذائف المدفعية ضمن قطاعات رمي 150×150 فأكثر بحسب نوع الهدف والسلاح المستخدم في الرمي.
وتتنوع المدفعية إلى م.ط مثل مدفع ٢٣مم ومدفعية م.د ومدفعية الميدان التي تتميز برميها قذائف كبيرة الحجم لمسافات بعيدة وتستخدم بجميع المعارك إن كانت هجومية أو دفاعية أو تصادمية والغاية منها تدمير الأهداف المعادية، حيث تبدأ المعارك الهجومية بتمهيد مدفعي للتأثير على أهداف العدو في الخط الأول ولتأمين تقدم القوات الصديقة، بالإضافة لاستهداف تجمعات القوات المعادية ونقاط ارتكازها ونقاط التغطية النارية لها، إذ تتميز المدفعية بمدى كبير وقوة نيران كبيرة، إلا أن سلبيتها تكمن في تحركها وتنقلها فهي جسم شبه ثابت، وكان للمدفعية أثر كبير في معارك ريف حماة الشمالي وخاصة كفرنبودة وريف حلب.
وقد ظهر في معارك الثورة السورية تأثير قواعد الـ “م.د” بشكل أساسي على أرض المعركة، حيث يعد جزءا من المدفعية، وهناك العديد من أنواع صواريخ الـ “م.د” منها الكورنيت والكونكورس والميلان والميتس والتاو وتميزت بأثرها في معارك الصد والهجوم.

2- ما أهمية سلاح المدفعية؟
وكم نسبة الاعتماد عليه في المعركة؟

تختلف نسبة الاعتماد على المدفعية حسب نوع المعركة إن كانت معركة نهارية أو ليلية أو هجومية أو صد، ولكنها دائما كانت عصب المعركة فقد أثبتت تطورها وتأثيرها بجميع الحروب وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان تطوير المدفعية في ثلاث اتجاهات، الاتجاه الأول هو تحويل المدفعية من أنها مقطورة إلى أنها محمولة، والاتجاه الثاني هو زيادة مداها أما الاتجاه الثالث فزيادة دقة إصابتها كقذائف مدافع أكاسيا أو 155مم والكراسنبول الموجهة عن طريق طائرات الاستطلاع بالليزر.
تختلف درجة تأثير المدفعية في أرض المعركة باختلاف كمية الذخيرة أو تنسيق المدفعية وأنواع الأهداف التي سترمى، فتأثيرها على الأهداف المحصنة ينقص 25% عن الأهداف غير المحصنة.

3- من يعطي الأهداف لرماة المدفعية؟
وكيف تصحح الرمايات؟

تتألف منظومة المدفعية من مربض ومرصد فالمربض مكان السلاح والمرصد هو عين هذا السلاح، فيعطي المرصد أهدافا للمربض من أجل التأثير عليها وإما أن يكون المرصد قوات صديقة في المقدمة ترصد بالعين المجردة أو يكون الرصد عبر الأجهزة البصرية أو أجهزة إلكترونية أو عن طريق طائرة الاستطلاع وهي الأكثر استخداما في المعركة.

4- ما أهم ما يستهدف بالمدفعية؟

من أهم ما يستهدف بالمدفعية الخط الأمامي المعادي وتسمى برمي التمهيد ويكون أثناء المعركة الهجومية وكذلك تجمع القوات المعادية في العمق ونقاط تمركز العدو في الخط الأمامي والتي تكون محصنة فيحصل التأثير عليها بواسطة المدفعية بالإضافة لمحاور تحرك القوات المعادية.

5- بأي الطرق يموه سلاح المدفعية من طائرات الاستطلاع؟

إن سلاح المدفعية يعاني في المعارك بشكل كبير من طيران الاستطلاع لقدرتها على كشفه قبل الرمي أو أثناء الرمي وعند تحريكها بسبب ضخامة حجمها، ولكن استخدام شباك التمويه يخفف من رصدها، كما أن إبعاد السيارات والذخائر عنها، ولإبعاد المدفعية عن الاتجاه الذي تتقدم منه القوات المعادية دور كبير في تقليص فرص رصدها، بينما مدفع الهاون ونتيجة لصغر حجمه فاستخدام الأرض بطريقة مناسبة وجذوع الأشجار وتقليل الحركة ووضع الذخيرة تحت الأرض تكفي لإخفائه.

6- ما أبرز أسلحة المدفعية التي تمتلكها الفصائل الثورية؟
كم عدد طاقم كل منها؟

أهم أنواع مدفعية الميدان المستخدمة في الثورة السورية هي مدفع “130 m46” عياره 130مم ويتكون طاقمه من 9 أفراد، ومدى قذائفه التقليدية 27490م، كما يوجد قذائف صاروخية ترمى بهذا المدفع مداها 37 و40 كم وأخرى 44 كم، ويكون وزن القذيفة المتفجرة 33400غ.
مدفع “122 D30” أو هاوتزر 122 ويتألف طاقمه من 7 أشخاص وعياره 122مم، ومدى القذائف التقليدية 15400 كم ويوجد نوع آخر بمدى 21900 كم، ويتميز هذا المدفع بالرمي الأفقي 360 درجة وبزاوية عامودية حتى الزاوية +70 وهذه الميزة ليست في أي مدفع آخر.
الراجمة BM21 ولها 40 سبطانة عيارها 122مم وطاقمها 5 أشخاص، ومداها 20 – 40 كم حسب نوع الصاروخ فمدى الصواريخ الروسية 20 كم والصواريخ المصرية صقر 30 كم أما الصواريخ الصينية فمداها 40 كم.
في الثورة السورية فككت هذه الراجمات وثبتت على آليات أخرى بعدد سبطانات أقل لتسهيل حركتها وسرعة تنقلها وتربيضها والرمي بها.
ويعد مدفع الهاون الأكثر استخداما في الثورة، ومن أنواعه هاون 120 وهو روسي الصنع وطاقمه 5 أشخاص، ووزن قذيفته 18 كغ، ومداه 6 كم، وهو عديم التراجع وسهل الإخفاء والتمويه، ويمكن الرمي من خلاله بزوايا شاقولية حتى زاوية 85 درجة، وسبب استخدامه الكبير في المعارك لميزاته الفنية التكتيكية الموجودة فيه وصعوبة كشفه بطائرات استطلاع العدو.
هاون 82 مداه 4 كم وطاقمه 4 أفراد ووزن قذيفته 2600غ.

7- بماذا يتميز سلاح المدفعية لدى عصابات الأسد عن الموجود لدى الفصائل الثورية حاليا؟

تتميز عصابات الأسد عن فصائل الثورة السورية بامتلاكها كثافة نارية نتيجة ضخامة ما لديها من راجمات الصواريخ ومدافع أكاسيا عيار 152مم وكميات الذخيرة الهائلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى