تقرير مكتوب

آثار ونتائج تكتيك العمليات النوعية على نقاط عصابات الأسد

ازدادت خلال الأشهر الأخيرة وتيرة العمليات النوعية التي تشنها فصائل غرفة عمليات الفتح المبين على نقاط عصابات الأسد على طول خطوط الجبهات من ريف اللاذقية غربا إلى جبهات إدلب جنوبا وشرقا إلى محاور ريف حلب شمالا، وكانت نتائجها مبهرة واستنزافها لجنود عصابات الأسد وبث الرعب في نفوسهم كبيرا.

السرية المطلقة في العمليات النوعية

تتميز العمليات النوعية بالسرية المطلقة أثناء تنفيذها، فلا أحد يعلم سوى العسكريين ومن سينفذون العملية متى وأين ستكون الهجمة، ليلا أو نهارا ؟ على جبهات اللاذقية أم إدلب أم حلب؟ وكان لهذه السرية نتائج مثمرة جدا حيث أن عنصر المباغتة يساعد القوات المهاجمة على تخفيف الخسائر ويوفر لهم عدم استعداد العدو لصد هجمتهم فيكون لقمة سائغة للمهاجمين.
وقد أظهرت المقاطع المصورة لبعض هذه العمليات كيف أن العدو كان غير مستعد تماما بل كان بعضهم يتحدث على الهاتف (كما في عملية جبل طوروس باللاذقية)، والبعض الآخر بلباس خفيف غير عسكري وليس مرتديا جعبته ولا يعلم من أين تأتيه الهجمات (كما في عملية بسرطون غرب حلب) وكل ذلك بفضل السرية التي تميزت بها هذه العمليات.

عشرات العمليات نتج عنها مئات القتلى والجرحى من عصابات الأسد

شنت فصائل غرفة عمليات الفتح المبين ما يقارب 30 عملية نوعية على نقاط سيطرة عصابات الأسد، وكان للألوية العسكرية التابعة لهيئة تحرير الشام النصيب الأكبر منها، وتوزعت هذه العمليات على ريف حلب (الفوج 46، بسرطون، حرش بالا، قبتان الجبل، مزارع الأربيخ، خربة جدرايا، تل جيجان) وريف حماة (معسكر جورين) وريف اللاذقية الشمالي (البيضا، محور التفاحية، جبال طوروس، نحشبا) بالإضافة إلى محاور جنوب إدلب (داديخ،البريج، معرة موخص، كوكبة، الفطاطرة، الدانا، الرويحة).
وتسببت هذه العمليات المباغتة بمقتل وجرح أكثر من 200 عنصر من عصابات الأسد، في حصيلة هي الأكبر من نوعها منذ توقف المعارك بشكل مؤقت، بالإضافة إلى بث الرعب والخوف والهلع في صفوف عصابات الأسد.

القوات الخاصة “الانغماسيون” ومعادلة الرعب

تعد القوات الخاصة التابعة للفتح المبين إحدى أقوى التشكيلات وأكثرها صلابة، فعناصرها مكلفون بتنفيذ المهام الصعبة والنوعية ضد عصابات الأسد، وباتت هذه القوات مصدر رعب حقيقي لعناصر العصابة وسبباً لفرارهم خوفا من القتل أو الأسر.
كما يطلق على القوات الخاصة لقب “الانغماسيين” فهم يتمتعون بشجاعة لا مثيل لها، فينفذون عمليات الاقتحام للنقاط الاستراتيجية والمحصّنة للعدو، وهم يوازون ما يُطلق عليه عناصر كتائب الاقتحام أو القوات الخاصة في الجيوش النظامية، والذين يتمتعون بقدرات بدنية وتدريبية عالية.

العمليات النوعية والاستطلاع بالقوة

توفر العمليات الانغماسية -بالإضافة لما سبق- معلومات استطلاعية لمعرفة نقاط قوة دفاعات العدو وضعفها، وهو ما يسمى الاستطلاع بالقوة، وهو مفهوم عسكري يعرف على أنه إرسال قوة مهاجمة قتالية تقوم بعملية الاشتباك مع الخط الأول للقوات المدافعة من خلال هجوم مفاجئ وقوي، الهدف من ذلك هو إحداث ردة فعل عنيفة من القوة المدافعة بهدف كشف مواقع أسلحتها وتوزع نيرانها ومدى قوة الأسلحة الموجودة على الخط الأول.
كما أن من أهم أهداف الاستطلاع بالقوة معرفة مستوى الجنود التدريبي وهل يتقنون الدفاع أم الهجوم، كما يهدف إلى قياس سرعة التفاعل بين خط الجبهة الأول ونقطة الإمداد والمؤازرات عند الجهة المدافعة وكذلك استشفاف الخطة الدفاعية للقوة المدافعة.
ويمكن من خلال الاستطلاع بالقوة الوصول إلى بعض المعلومات التي لم يتمكن الاستطلاع البصري والجوي والتجسسي من رؤيتها فيكون دور الاستطلاع بالقوة متمما لأنواع الاستطلاع السابقة وممهد لما بعده من عمل عسكري وتوزيع قوات ونيران.
العمليات النوعية ليست وليدة يوم وليلة بل هي نتاج عمل متكامل وتدريبات عالية وصبر ومصابرة وتضحية وفداء وشجاعة كبيرة، لذلك عملت فصائل الفتح المبين على تكثيف المعسكرات في جميع الاختصاصات، وأنشأت الكلية العسكرية التي من شأنها رفع الكفاءة العسكرية للمدربين وتخريج ضباط وقادة قادرين على مواجهة الاستحقاقات القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى