استطلاع رأي

الحدث الذي شكل منعطفا بارزا في تاريخ الثورة السورية

فريق التحرير

بدأت الثورة السورية بأحداثها المتلاحقة المتسارعة فتطور الثورة من السلمية للمسلحة ومن ثم لحرب العصابات ثم اتخذت طابع حرب الجيوش وانحياز كل طرف لمناطق محددة يسيطر عليها، الأحداث المتسارعة والعديدة أثرت في الثورة السورية سلبا وإيجابا.
خلال أكثر من عقد كان هناك منعطفات مفصلية غيرت مجرى الثورة وأسقطت أناسا وتكشفت عن حقائق كانت مجهولة لدى السوريين.
قمنا بمنصة الإعلام العسكري بإجراء استطلاع للرأي على وسائل التواصل الاجتماعي حول أهم منعطف أثر على مجرى الثورة، فذهب كثير من المشاركين بالاستطلاع – نسبتهم 30 بالمئة- إلى أن دخول المحتل الروسي الحرب لصالح الأسد هو المنعطف الأهم، فبعد أن خسر الأسد ثلاثة أرباع سوريا لصالح الثوار اقتحمت روسيا المشهد لإنقاذ ما تبقى من عصابات الأسد عام 2015.
وكان للدخول الروسي أثر بالغ في كفة القوى عندما استخدمت سياسة الأرض المحروقة، وكان تفوق القوة للمحتل الروسي بسبب وجود الطيران الذي شكل عقدة للفصائل في ظل الممانعة الدولية بتزويد الفصائل الثورية بمضادات طيران.
بينما يرى 21 بالمئة من المشاركين أن تشكيل جيش الفتح كان نقطة تحول بتاريخ الثورة عندما تحولت القوى الثورية من تجمعات فصائلية لجيش موحد تحت قيادة موحدة وبقدرات هائلة آنذاك، ليبدأ بعدها جيش الفتح بعمل عسكري منظم على غرار الجيوش النظامية مع وجود صبغة حرب العصابات.
والأهم من ذلك تحرير مدينة إدلب التي شقت طريق الدولة الجديدة التي كانت نواة لما نراه اليوم من تقديم نموذج مشرق رغم قلة الموارد، حيث تشهد اليوم إدلب سرعة بعجلة التطور مقارنة بالموارد التي بين يديها.
وقال 12 بالمئة: إن ذهاب العالم وأعداء الثورة للسياسة وبداية مؤتمرات أستانا وسوتشي هي نقطة تحول، فكانت مؤتمرات مراوغة واستراحة لالتقاط الأنفاس حيث كان يلجأ إليها الأسد وروسيا وإيران عندما يحتاجون لوقت إضافي لتنظيم صفوفهم قبل المعارك الكبيرة، فبعد كل مؤتمر كانت تبدأ الحملات العسكرية على المدن والقرى السورية.
ويرى أيضا 12 بالمئة أن اغتيال قادة حركة أحرار الشام الذي لا يزال مجهول التفاصيل إلى الآن هو حدث مهم أثر سلبا على الثورة حيث حدث خلل بقيادة أحد أكبر الفصائل التي شاركت بتحرير مناطق واسعة من سوريا، لتدخل الحركة بعدها بمرحلة جديدة أضعف من الأولى وإن كانت في بعض. فتراتها تستعيد زمام المبادرة.
أما نحو 10 بالمئة أعطوا خيار نشوء تنظيـ ـم الدولة واصطدامها مع الفصائل هو الحدث الأبرز الذي غير مجرى الثورة، حيث تحولت القوى من الحرب على عصابات الأسد إلى مواجهة خطر الدولة الذي لم يكن بأقل أهمية من خطر المحتلين.
وأدى الاصطدام لخسارة مناطق شاسعة وسقوطها بيد عصابات الأسد والمحتلين الروسي والإيراني خاصة بمحافظة حلب والحسكة ودير الزور والرقة.
أما سقوط المدن الرئيسية بيد عصابات الأسد وخروج الفصائل منها فقد رأى نحو 7 بالمئة أنها مرحلة هامة، فوجود الثوار داخل المدن الكبيرة كدمشق العاصمة وحمص وحلب والغوطة ودرعا وغيرها كان يربك الأسد وداعميه ويشكل ضغطا عسكريا وسياسيا عليهم، فضلا عن كونه ورقة رابحة معنوية وعسكرية بيد الفصائل فكانت خسارة تلك المناطق مكسبا للعدو حيث استطاع تجميع قواه وحشدها نحو الشمال المحرر بعد ما كانت مشرذمة على كامل التراب السوري فكان يخوض حرب استنزاف في كثير من الأحيان كادت تحسم المعركة لصالح الثورة
ويتذيل الاستطلاع دخول المحتل الإيراني والميليشيات الشيعية الحرب في سوريا ضد الثورة حيث 5 بالمئة من المشاركين عدوا ذلك نقطة هامة بتاريخ الثورة السورية، ولم يكن له التأثير المفصلي بل كان منعطفا عاديا.
وحاول المحتل الروسي والإيراني استغلال جميع التفاصيل السياسية والعسكرية خلال السنوات الـ 11 الماضية، وحتى الآن لم يستطع الروس حسم المعركة رغم فارق القوى بل بات اليوم موقفه أضعف بسوريا من قبل بسبب انشغاله بحرب أوكرانيا، وما زالت الثورة تفرض نفسها بالمعادلات الدولية والتفاهمات السياسية على الرغم من حملة ممنهجة كبيرة وواسعة لتعويم الأسد من جديد الذي يفقد الشرعية منذ أول يوم حكم له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى