تحليل عسكري

التعيينات الأخيرة لعصابات الأسد ضمن بعض المراكز العسكرية في هيكلية الجيش، وعلاقتها بالحملة الإعلامية القائمة

كان لاستهداف 5 أكتوبر في حمص المحتلة حيث الكلية العسكرية أثر كبير على عصابات الأسد داخلياً، فأرادت من خلال قصف المدن والبلدات الآمنة شمال سوريا باباً للتهوين من هول المصاب الذي حصل لهم، مع أنه ولهذه اللحظة لم تتبنى أي جهة ثورية العملية التي استهدفت الكلية الحربية في ريف حمص، والتي خلّفت عشرات القتلى ومئات الجرحى في صفوف الضباط المتخرجين حديثا.
من المعروف طبعاً ضمن الهيكلية العامة للجيش السوري المجرم أن نظام الترقية يكون في زمانين ضمن السنة الميلادية ببداية السنة ونصفها، أي في الشهر الأول والشهر السادس، ولذلك من الطبيعي أن يكون شهر 2024/1 هو الشهر الذي تبدأ فيه عصابات الأسد بترقية ضباطها وتسليمهم مناصب جديدة ضمن الهيكلية، ولكنه الأمر الذي لم يكن، فكان بالشهر الثالث من العام نفسه، ليكون حدثاً وجب الوقوف عنده وتحليله.
فمن جانبٍ يبدو أنّ لاستهداف الكلية الحربية في حمص تأثيره حتى على هذا الأمر (الترقية)، فلم يكن للعصابة أن تقوم بترقية ضباطها لاستلامهم مناصب جديدة وسط حالة الغضب في الشارع المؤيد تجاه الفشل الأمني والاستخباراتي الضخم في توقع هجوم جوي على حفل تخريج دورة كبيرة من الضباط بعد دراستهم قرابة السنتين ضمن الكلية، فكان تأجيل ترقية الضباط شهرين بسبب ذلك تأنيباً لهم، ولكي يكون الشارع المؤيد قد وصل لحالة من الهدوء ونسيان الكارثة التي حلّت بهم.
أما من جانبٍ آخر فيمكن أن نقوم بربط تاريخ هذه الترقيات، بحدثٍ آخر تقوم عصابات الأسد بالترويج له بشكل كبير في هذه الأيام، وهو معركة “طوفان إدلب” التي تهدد فيها العصابة باجتياح ما تبقى من مناطق محررة عبر وسائل إعلامها، وبذلك تكون الترقيات في هذا الموعد إحدى الأساليب النفسية الإيجابية السلبية، الإيجابية لعصابات الأسد، والسلبية تجاه الموجّهة ضدهم (فصائل الثورة).
أما ثالثاً فمن الممكن أن تكون التعيينات هي حالة إضطرارية بفعل الفشل العسكري الواضح على محاور الشمال المحرر، حيث ضربت غرفة عمليات الفتح المبين مواقع عصابات الأسد خلال سنة 2023 بأكثر من 32 عملية نوعية، وفي الربع الأول من عام 2024 بأكثر من 18 عملية نوعية، بالإضافة لآلاف الاستهدافات المختلفة، والتي نتج عنها أكثر من 1000 قتيل وجريح من عصابات الاسد.
نهايةً يجب التأكيد أن الحالة الطبيعية للجيوش حول العالم هي الترقية والتغيير المستمر في الهيكلية العسكرية ضمن الجيش بما يضمن الاستمرار والتقويم ضمن مفاصله، ولكن هذه الحالة لا تشمل جيش الأسد المجرم الذي يقوم بمداورة المجرمين على القطعات والأفواج والألوية، فيقوم بوضع قائدٍ نجح بمجزرةٍ ما لقيادة لواءٍ فشل قائده السابق بتحقيق شيءٍ ضد الشعب السوري بإحدى المناطق، فيكسب بذلك معنويات الجنود ويحاول بائساً الوصول بهؤلاء إلى نتائج مجازر جديدة ترفعه درجةً في الإجرام عند أسياده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى