تحليل عسكري

الهدوء ومشاكله، ونصائح بشأن استغلال مدة الراحة للإعداد الشخصي والتجهز للتحرير

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة المجاهدين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فجبهات المحرر هادئة نسبيا وذلك أمر طبيعي فلا بد أن يتخلل القتال أوقات هدوء يتزود فيها المجاهد في النواحي كافة، لأن الجهاد لا يقتصر على القتال بل يشمل الإعداد بالدرجة الأولى، وهو مهم وضروري حتى تتسنى له الفرصة ليجهز نفسه إذا ما نادى المنادي حي على القتال، وذلك انطلاقا من قوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).
والفصائل العسكرية العاملة في المناطق المحررة تعي ذلك جيدا فهي تستغل أوقات الهدوء النسبي في إعداد وترتيب صفوفها، والتجهيز للمعركة القادمة، مستغلة الإرباك الكبير الحاصل في صفوف عصابات الأسد والمحتل الروسي المنشغل بحربه في أوكرانيا.
ومن أهم أنواع الإعداد تعليم المجاهد أمور دينه كي يعبد الله ويجاهد على بصيرة، فهو يسعى لتحكيم شرع الله وإقامة دينه في الأرض، فكيف يقيمه وهو جاهل به فضلا عن أن يقيمه في نفسه، ومعلوم أن أول آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق) هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى تعمل الفصائل على إعداد المقاتل بطريقة أكاديمية، إذ تزوده عبر دورات اختصاصية مكثفة بمعلومات عسكرية بشكل علمي حديث، ليكون قادرا على السيطرة على أرض المعركة والتعامل مع مختلف الظروف المحيطة به.
ومما تستغل به أوقات الهدوء تحصين الثغور وتصنيع وتطوير للسلاح وإعداد الخطط وجمع المعلومات اللازمة للمعركة وغيرها الكثير.
وهذا كان دأب النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده إما قتال أو إعداد.
فهذه الأمور لا يمكن أن يتفرغ لها المجاهدون أو الجماعة المجاهدة والقتال محتدم، فليلتفت كل مجاهد إلى ثغره وليستغل هذه المرحلة ويطور نفسه حتى يكون سهما في كنانة الإسلام يرمى به في نحر العدو.
وأخيرا: من فوائد الاستراحة ترتيب الصفوف وجمع المجاهدين على قيادة واحدة وهي أولى خطوات النصر كما فعل ذلك صلاح الدين الأيوبي قبل معركة “حطين”، وهذا ما يجري الآن داخل الفصائل المقاتلة، التي تغتنم الفرص لترتيب الصفوف وتشكيل إدارات عسكرية حديثة ناجحة تضمن سلاسة في اتخاذ القرار وتنفيذه وتعميم التعليمات خلال ظروف الحرب الصعبة.
ويمكننا القول إن غرفة عمليات الفتح المبين تمكنت من استثمار الهدوء النسبي الأخير بشكل أمثل، تجلى نجاحه خلال العمليات النوعية الأخيرة، وصلابة خطوط الدفاع المحيطة بالشمال المحرر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى