تحليل عسكري

الحرب الروسية الأوكرانية إلى أين؟

يسعى بوتين لإحياء فكرة روسيا الكبرى كوريثة للاتحاد السوفييتي، فهو في الأصل لا يعترف باستقلال الدول السوفيتية ومنها أوكرانيا، بل يعد تفكك الاتحاد السوفييتي خطأ كبيرا، وبرأيه يجب أن ترضخ كل جمهورياته لإرادة الكرملين.
كما أن وجود حكومة في كييف تريد الانضمام لحلف النيتو والاتحاد الأوربي أمر غير مقبول لديه ويهدد الأمن القومي الروسي حسب زعمه.
فحشدت روسيا 200 ألف مقاتل مهددة أوكرانيا المدعومة من الغرب وسرعان ما تطور الوضع فأدى إلى الهجوم الروسي الذي كان يؤمل منه احتلال كييف وتقطيع أوكرانيا كلها وإسقاط حكومتها، وتنصيب حكومة موالية لروسيا مكانها.
فلم تنطبق حسابات القادة الروس على الواقع الميداني الذي قال كلمته وأظهر ضعف القوات الروسية في التنظيم والافتقار للدعم اللوجستي، ما أدى لخسائر فادحة أكثر من 19000 قتيل روسي وأكثر من 1300 مدرعة ودبابة مما أضطر الروس لتغيير الخطة والانسحاب من كييف والتركيز على الجبهة الشرقية والجنوبية.
فقد تلقت أوكرانيا دعماً كبيراً من الدول الغربية تمثل بـ 1400 صاروخ ستينغر و5000 صاروخ “م.د” وجافلين و7000 صاروخ من أنواع أخرى ودرونات إنتاجية ورادارات ومعلومات ودعم سياسي كبير
وأرى أن بوتين اليوم يريد نصرا يحفظ ماء وجهه الذي لطخته القوات الأوكرانية والمقاومة العنيدة، حيث تكبدت قواته خسائر فادحة وباعتراف الكرملين.
وبالتالي فإن أي اتفاق يحفظ المطالب الروسية التي يمكن الوصول إليها سيرحب به الروس، وإن الحياد بالنسبة لأوكرانيا يعني بأن النيتو بعيداً عن روسيا وتبقى أوكرانيا دولة تحت رحمة الروس وبدون تسليح نوعي بالمختصر بوتين يريدها حديقة خلفية.يسعى بوتين لإحياء فكرة روسيا الكبرى كوريثة للاتحاد السوفييتي
فتكمن المطالب الروسية بـ (عدم دخول النيتو، وعدم إقامة قواعد عسكرية، والاعتراف بالجمهوريات الانفصالية، ومراعاة الوضع الخاص للأقليات الروسية، والاعتراف باللغة الروسية، بل وحتى بالمذهب الاروذوكسي في البلاد).
بحسب توقعي فإن الروس يخسرون في الحرب لذلك سيلجأون إلى الاحتفاظ ببعض المناطق، وسيفاوضون عليها بعد فشل السيطرة على كييف وإسقاط الحكومة الممثلة بالرئيس زيلينسكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى