حوار صحفي

الانغماس بالآليات.. تاريخياً وواقعا

1- من أين جاءت فكرة الانغماس بالدبابات والعربات المدرعة؟

هذا النوع من التكتيك العسكري يعرف باسم الحرب الخاطفة، وهو مفهوم عسكري يستخدم في العمليات الهجومية، حيث تعتمد فيه القوات المهاجمة على عنصر المفاجأة والمباغتة، والهدف منه تحطيم دفاعات العدو وعدم منحه الفرصة لترتيب أوراقه لصد الهجوم.
وقد استخدم هذا التكتيك في الحرب العالمية الثانية من قبل الألمان ويطلق عليه بالألمانية Blitzkrieg أي “الحرب الخاطفة”.
ويقوم بإقحام سلاح المدرعات والقوات الميكانيكية مع تغطية جوية بغية تحقيق اختراق عميق في جبهة العدو مع تدمير مراكزه القيادية وكسر خطوطه الدفاعية.

2- كيف تمت الاستفادة من هذا الأسلوب في الثورة السورية ومن قام بتطبيقه بشكل فعلي، واذكر لنا بعض المعارك؟

بعد السيطرة على كثير من المدن والمواقع والقطعات العسكرية، استطاع المجاهدون اغتنام العديد من سلاح المدرعات “دبابات وعربات”، فلم يقتصر المجاهدون على التكتيك العسكري الذي كان يدرس في الجيوش النظامية؛ بل استخدموا أساليب وتكتيكات جديدة وكان منها الانغماس بالمدرعات والاعتماد على هذا السلاح وهذا التكتيك بشكل أساسي في المعارك.
وكان للشيخ أبي عمر سراقب “تقبله الله” الدور الأكبر في استخدام هذا النوع من التكتيك، الذي لقي نجاحاً كبيراً في أرض المعركة.
ومن المعارك التي استخدم فيها هذا التكتيك: معركة وادي الضيف، ومعركة تحرير إدلب وكذلك معارك ريف حلب الجنوبي بشكل عام ومعركة خان طومان بشكل خاص، والتي استخدم فيها سلاح المدرعات بقوة، حيث تم تفجير عربة استشهادية في المقرات القيادية للميليشيات الإيرانية ثم اقتحامها بالمدرعات والسيطرة على تلك الكتلة، الأمر الذي أوقع خسائر فادحة في صفوف الميليشيات، وقطع طرق الإمداد، بالإضافة لذلك استخدم هذا السلاح في معارك حلب وفك الحصار عن المدينة، وفي معارك حماة أيضاً.

3- كما نعلم أن هذا الأسلوب قائم على التعاون بين سلاحي الجو والمدرعات، فكيف تمت الاستعاضة عن القوة الجوية لنجاح هذا الأسلوب؟

نعم صحيح، هذا الأسلوب قائم على ركنين، أحدهما التغطية الجوية وبما أننا نفتقر للتغطية الجوية، كان لابدَّ من بديل لتحقيق الغاية فجاءت فكرة الشيخ أبي عمر سراقب والقادة العسكريين في جيش الفتح آنذاك، بضرورة استخدام الزخم الناري والتمهيد بكثافة على الهدف المراد اقتحامه، فشكل سلاح المدفعية والصواريخ والعربات المفخخة طوقاً نارياً استطاع شل حركة العدو وأوقع به خسائر جسيمة، فكان هذا السلاح بديلاً عن سلاح الجو.

4- في ظل تطور الحرب برأيك هل سنشهد مواكبة من المجاهدين لهذا التطور؟

بالطبع هناك تطور في سلاح المجاهدين، وفي كل يوم هنالك أفكار تطرح وورشات عمل تترجم هذه الأفكار.
إن المعارك الدائرة في العالم اليوم قد أكسبت المجاهدين الكثير من الخبرة، فانتقلوا نقلة نوعية في العديد من المجالات والتكتيكات العسكرية والاختصاصات المختلفة، كالتطور الذي نشهده في سلاح القنص الهجومي وكذلك العمليات الانغماسية وسلاح المدرعات، الذي طُوِّر ليواكب مستلزمات المعركة القادمة، وما العمليات الأخيرة، إلا نتيجة إعداد وتطوير ومواكبة للحرب ومتغيراتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى