حوار صحفي

المصالحات وأثرها على المجتمع عموما وعلى الجند بشكل خاص

1- ما حكم الشرع في المصالحات التي تروج لها عصابات الأسد والمحتل الروسي بكثرةٍ مؤخرًا؟

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ثمَّ أمَّا بعد، فإن مفهوم المصالحة مع عصابات الأسد ما هو إلا خدعةٌ ووهم وسراب فهذه العصابة المجرمة عاثت في الأرض فسادًا وأهلكت الحرث والنسل ودمرت البلاد وشردت العباد فمصالحتها والعودة إلى حظيرتها خيانةٌ للدين والأرض والعرض خيانةٌ لدماء الشهداء خيانةٌ للأسرى والأسيرات خيانةٌ للأمة الإسلامية جمعاء، وإن قتال هذه العصابة المجرمة وجهادها من أوجب الواجبات بعد الإيمان بالله تعالى فالأصل في العلاقة معها هو قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدين كله لله}.
فلا التقاء مع هذه العصابات المجرمة إلا في ساحات العز والجهاد.

2- ما الآثار المترتبة على تصديق تلك المصالحات والانخداع بها في المحرر؟

إن النتائج التي قد تترتب على تصديق تلك الدعاوى الكاذبة هي معروفةٌ للجميع فهؤلاء المجرمون لا يرقبون في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمّة، ولا بدَّ للناس أن يقرؤوا التاريخ وينظروا في عاقبة من صالح الطغاة والكفرة عبر التاريخ وما حلَّ بالمصالحين.
فهاهم المغول أقنعوا أهل “بخارى” بالمصالحة والاستسلام مقابل أن تحقن دماؤهم، وما إن صدق بعضهم تلك الأكاذيب فصالح وانقلب على أخيه الذي رفض الصلح وقاتله وقتله، ثم بعد انتهاء القتال جمع المغول الأموال والذهب وأخذوه ثم قتلوا كل من صالحهم، فهذه المزاعم لم تأت إلا لبث الضعف والوهن في قلوب المسلمين في المحرر، ثم لجعلهم لقمةً سائغةً للمجرمين والطغاة، لذا فلنحذر من تلك الدعاوى الكاذبة التي ما جاءت إلا للقضاء على المسلمين وإنهاء الثورة والقضاء عليها.

3- هل تؤثر تلك الأباطيل من عصابات الأسد على نفوس الجنود في الفصائل العسكرية وتوهن عزائمهم؟

بالنسبة لجنود الفصائل المجاهدة فقد باتوا على وعيٍ كبير بحقيقة تلك المصالحات وأنها تريد بث الوهن والضعف من أجل ترك السلاح ولكن هيهات هيهات، فإن مجاهدينا الأبطال يعدون العدة للقاء العصابة المجرمة ويزدادون يومًا بعد يوم عزيمةً وإصرارًا على المضي بهذه الثورة المباركة حتى إسقاط رأس العصابات ومليشياته وتطهير البلاد من رجسهم، وينتظرون لقاءهم بفارغ الصبر ويتشوقون إلى عودة المعارك لإعادة أمجاد المسلمين، فأمة الإسلام قائدة لا مقودة وسنعود لمقدمة الأمم بعد أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه من ضعفٍ وهوان بإذن الله تعالى.

4- ما السبيل لحماية المجتمع من تصديق هذا الأمر المفترى أصلا برأيك؟

طرق الوقاية من هذه الدعوات كثيرةٌ
نذكر منها:
1- تنبيه المسلمين عن طريق الخطباء والدعاة والمنابر ومواقع التواصل الاجتماعى إلى حقيقة تلك الافتراءات المضللة.
2- تذكير الناس بجرائم تلك العصابة وفظائعها وأن لا سبيل للتعايش معها أبدا.
3- ملاحقة الجهات المعنية من أجهزة الأمن والشرطة كل من يروّج لتلك المصالحات ومحاسبتهم والضرب بيد من حديد على أيديهم.
4- استعراض تاريخي لمثل هذه الوقائع فهي كثيرة وخيانة العهد والميثاق من قبل الطغاة تتكرر في كل زمان ومكان.
5- تبصير الناس بحقيقة وجودهم في هذه الدنيا وأن الله عز وجل استخلفنا في هذه الأرض لعمارتها بشرعه وأن جهاد أعداء الإسلام ورفع الظلم عن المظلومين هو من مقاصد ديننا الحنيف.

5- كلمة توجهونها لمصدقي تلك والترهات ؟

لا يوجد شيء اسمه مصالحة أو تعايش مع المجرمين الفجرة ولا يمكن أن نضع أيدينا بأيدي من قتل الكثير من أهلنا وأسر عددا كبيرا منهم وشرد أضعاف ذلك منهم وهجرهم واغتصب أموالهم ومساكنهم، وإن باطن الأرض أولى من ظاهرها إن فكرنا ولو للحظة بالمصالحة والعودة إلى حكم البسطار العسكري للعصابات المجرمة.
ختاماً أوصي نفسي وعموم المسلمين في المحرر المبارك بالابتعاد عن هذه الشبهات والتبصر بها وبحقيقتها
وأوصيهم، بالصبر والثبات فالعاقبة لنا إن صبرنا وأحسنا الظن بربنا وتوكلنا عليه مع أخذنا بأسباب النصر المتاحة.
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}
وقال: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين}
فحي على جناتِ عدنٍ فإنها
منازلنا الأولى وفيها المخيمُ
والحمد لله رب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى