تقرير مكتوب

تطورات المعركة في سوريا ونوعية المقاتلين المطلوبة لمجارات الواقع

فريق التحرير

اتسمت المعارك إثر تحول الثورة السلمية إلى ثورة مسلحة بالبساطة وتواضع نوعية الأسلحة المستخدمة سواء من قبل الثوار أو العدو، إلا أنه ومع مرور الوقت وتدخل قوات أكثر بجانب عصابات الأسد مثل إيران وروسيا تطورت المعارك وتكتيكاتها وتطورت الأسلحة بشكل كبير مما استدعى العمل على تدريب المقاتلين بشكل أكبر من أجل مجارات الواقع.

نوعية الأسلحة لدى عصابات الأسد

رغم امتلاك عصابات الأسد ترسانة ضخمة من الأسلحة إلا أن أكثرها تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي من صنع الاتحاد السوفياتي أو الصين، وكانت عصابات الأسد تتباهى بها قبل اندلاع الثورة فتبين أنها أسلحة غير دقيقة وغير قادرة على هزيمة الثوار رغم أنهم كانوا غير منظمين، مما أجبر العصابات على الاستعانة بالمحتل الروسي الذي يمتلك أسلحة مطورة وخصوصا الطائرات الحربية.

الأسلحة الروسية

استخدم المحتل الروسي في حربه على السوريين منذ تدخله لنجدة عصابات الأسد في سبتمبر/أيلول 2015 أكثر الأسلحة تطورًا وتجاوز عددها 200 نوع، وأكد مختصون في الشؤون العسكرية أن هذه الأسلحة فتاكة وأثرها التدميري كبير جداً إذا ما قورن بما استخدمته عصابات الأسد في القصف.
وكان للطيران الحربي النصيب الأكبر في إحداث الفارق والفجوة الكبيرة بين قوة عصابات الأسد والفصائل الثورية، حيث استخدمت روسيا كل من قاذفات من طراز “Su-24s” والطائرات الهجومية “Su-25” والمقاتلات Su-35″، بالإضافة إلى الطائرات الإستراتيجية من نوعي “Tu-95″ وTu-160″”، والطائرات الواعدة من طراز” Su-57″ في الخطوط الأمامية.
كما استخدم المحتل الروسي أحدث أنظمة الرادار المحمولة وأنظمة الحرب الإلكترونية على نطاق واسع بالإضافة لأربع سفن حربية من طراز “Buyan” (بويان) وغواصة “Rostov” (روستوف) وصواريخ “Kalibr” (كاليبر)، وأقلعت الطائرات من حاملة الطائرات الروسية “أدميرال كوزنيتسوف”.
واستخدم المحتل الروسي كذلك السلاح غير النووي الأشد تدميراً على وجه الأرض وهي راجمة الصواريخ “توس-1” التي تسببت دمار مروّعا وقادرة على إطلاق صواريخ متعددة ذات رؤوس حربية حارقة، واكتسبت “توس-1” سُمعة سيئة بسبب الآثار المروّعة لما تحمله من الرؤوس الحربية الوقودية الهوائية شديدة التفجير.

تطور الثوار ونوعية الأسلحة

لم تعد الحرب الحديثة مع الاحتلالين الروسي والإيراني تعتمد على كم الأسلحة بل على نوعيتها ومدى فاعليتها في أرض المعركة وهذا ما أدركته الفصائل العسكرية، بعد مرورها بتجارب كثيرة منذ بداية الثورة السورية.
فقامت الفصائل العسكرية بتطوير أسلحتها وخصوصا الليلية مثل سلاح القنص ورفعت من مستوى وصفات الجنود من أجل القدرة على استعمال الأسلحة بفاعلية كبيرة.

المواصفات التي يجب أن تتوفر في الجندي

من أجل مواكبة التطور الذي حدث في المعارك، ينبغي أن تتوفر لدى الجندي مواصفات عديدة مثل الالتزام الشرعي العالي والجندية والانضباط واللياقة البدنية العالية والخبرة العسكرية الجيدة وكذلك الصبر والقدرة على تحمل الضغط الجسدي والنفسي بالإضافة للتمتع بالحس الأمني والذكاء وشدة الملاحظة.
كما ينبغي على الجندي أن يتقن التكتيكات العسكرية مثل: استخدام جميع الأسلحة بكفاءة عالية والرماية (بمختلف أوضاعها وعناصرها) من رماية نهارية وليلية، والرماية في ظروف الاشتباك مع أفراد معادين، والرماية في ظروف الاشتباك مع وحدات مدرعة، وفي ظروف الهجمات الجوية، أو في الظروف الثلاثة السابقة مجتمعة، وكذلك إتقان تكتيك إطلاق النار مع الحركة وتكتيكات التقدم والهجوم والدفاع والانسحاب والتسلل والتعامل مع المفاجآت غير المتوقعة.
كذلك لابد أن يتقن تكتيك الهجوم على المواقع المحصنة وكيفية اكتشاف نقاط الضعف واستغلالها لاقتحام الموقع والتدريب الجاد والمستمر على كافة أنواع المهام القتالية وفي مختلف الظروف وتحت جميع الضغوط، بالإضافة إلى تعدد الخبرات، كأن يكـون ضمن الوحدة قناص وخبير متفجرات ومسعف ومتقن لثقافة العدو، وقد يقوم الجندي بأداء أكثر من دور كأن يكون قناصاً ومسعفاً.
كما سعت الفصائل الثورية لتخريج جنود مدربين تدريبا رفيع المستوى ويسمون بالقوات الخاصة.

القوات الخاصة

إن مفهوم القوات الخاصة ينطبق على أي مجموعة من الأفراد العسكريين المدربين على جميع أنشطة القتال تدريباً عاليا يؤهلهم للقيام بمهام وواجبات تتطلب حجماً أكبر بكثير من القوات والوحدات عادية التدريب لتنفيذها، ويمكنها العمل في جميع الظروف الجوية والجغرافية الموجودة في مسرح العمليات بكفاءة وبدون حدوث أي تقصير في المهام المحددة.
وتعد القوات الخاصة من القوات المسلحة النظامية، ويتميز أفرادها بإمكاناتهم العالية جداً في تنفيذ الأعمال القتالية الجريئة ذات الطابع الفدائي، ضد أهداف العدو الحيوية في العمق، بهدف إرباك قياداته وقواته وإفقادها السيطرة، لتوفير أنسب الظروف لعمل القوات الرئيسية في الميدان، لتحقيق أهدافها العسكرية في النهاية بأكبر نجاح وأقل خسائر ممكنة.
علمت الفصائل العسكرية أن التدريب والتأهيل للكوادر العسكرية هو الأساس لأي عمل عسكري ناجح سواء في الدفاع أو الهجوم، فأنشأت من أجل ذلك المعسكرات والأكاديميات العسكرية لخوض دورات تدريبية عملية ونظرية يقوم عليها ضباط وعسكريون أكفاء ذوو خبرة وتجربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى