استطلاع رأي

أبرز الأحداث التي أضعفت جيش الأسد

ميليشيات طائفية على أنقاض الجيش
بني الجيش السوري على أساس الولاء للحاكم ونجح الأسد الأب في جعله محصورا ضمن الطائفة العلوية بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية التي شهدتها سوريا في العصر الحديث، بيد أن هذا الجيش تحول إلى ميليشيات خطف وسرقة وقتل بهدف جمع الأموال، بالإضافة لتحوله لأداة بيد جهات خارجية.
وعند انطلاق الثورة السورية كان موقف الجيش مخيبا للآمال عند وقوفه مع الجلاد، ويعود ذلك لسياسة آل الأسد الذين جعلوا المفاصل الحساسة في الجيش السوري تحت إمرة ضباط من الطائفة العلوية الموالية وتجميد الضباط السنة، إلا أن ذلك لم يقف حاجزا أمام تفككه وانهياره.
ووقوفا عند ذلك قامت منصة الإعلام العسكري بإجراء استطلاع للرأي عن أهم الأحداث التي ساهمت بتفكيك “الجيش السوري” وتحوله إلى عصابات مجرمة
وخلال الاستطلاع رأت شريحة من المشاركين بالاستطلاع ونسبتهم 22% أن الانشقاقات التي حدثت من الجيش السوري إثر اندلاع الثورة السورية بسبب وقوف الجيش بوجه طموحات الثائرين وقمعه للحريات وتطلعات الشعب، وبلغت الانشقاقات ذروتها بين عامي 2012 _ 2013 لتشمل رتبا رفيعة داخل أروقة الجيش مما كان يشجع العناصر على الانشقاق، وكثيرا ما كانت تحدث انشقاقات جماعية، ولا تزال إلى الآن عمليات الانشقاق تضرب صفوف عصابات الأسد بين الفينة والأخرى خاصة المجندين قسريا ممن يعتقلون على حواجز العصابات.
بينما يرى آخرون ونسبتهم 22% أن انهيار الجيش جاء بعد خسارته لترسانته العسكرية في معاركه مع الثوار أضف إلى ذلك اغتنام الفصائل مئات القطع العسكرية، ولم تتمكن عصابات الأسد من تعويض ذلك النقص الحاد في ترسانتها بسبب خسارتها للموارد الاقتصادية بعد رهنها للروس والإيرانيين.
وذهب 14% إلى أن تبعية جيش الأسد للمحتل الروسي بعد تدخله لإنقاذ الأسد من السقوط عام 2016 وتحوله لمجرد لواء يتبع للمحتل مصادر القرار السياسي والعسكري، هو سبب بارز لتفكك الجيش، فأصبح الجندي السوري من الدرجة الثانية دون حقوق تذكر مما جعل الكثيرين حتى من الموالين يعزفون عن الخدمة الإلزامية ويفرون نحو دول اللجوء منتحلين صفة لاجئ سياسىي.
واختارت شريحة أخرى ونسبتهم 28% أن تدفق الميليشيات الشيعية تحت رعاية إيرانية حجّم سلطات الجيش في مناطق سيطرته، إذ شهدت مناطق سيطرة الأسد العديد من الصدامات بين ميليشيات تابعة للمحتل الإيراني وميليشيات الأسد، ثم إن ميليشيات الأسد ذاتها انقسمت بين حليفة للروس وأخرى للإيرانيين مما ساهم بتوسيع الشرخ بين مكوناتها لتصبح مجرد عصابات متوزعة الولاءات.
بينما يرى 7% أن انهيار الجيش سببه النزيف الحاد في صفوفه نتيجة معاركه الطويلة التي خاضها ضد الأهالي الثائرين، فلا تزال عصابات الأسد تعاني يوميا من الهجمات المتكررة والمتلاحقة التي تضرب صفوفه سيما في ظل امتداده على جبهات واسعة إن كان في درعا أو حمص أو جبهات الشمال المحرر المشتعلة، والأهم من ذلك دوامة البادية السورية التي تحولت لثقب أسود بات مصدر رعب وقلق للعصابات بعد مقتل المئات منهم خلال عمليات التمشيط، حتى أن عصابات الأسد لم تعد تأمن في المناطق ذات الغالبية الموالية.
وذهب 7% إلى الجانب الأخلاقي الذي كان غائبا في الجيش السوري ما قبل الثورة وزادت حدته خلال العقد الماضي، فعناصر عصابات الأسد باتوا اليوم تجارا للحشيش والمخدرات ومروجين لها، ناهيك عن انتشاره بين العناصر بشكل مخيف مما جعل الجيش مفككا ومتناحرا، وتندلع اشتباكات دامية بين مكوناته بسبب خلافات بخصوص تجارة المخدرات وحيازة طرق التهريب التي تحولت لمصدر نزاع بين ميليشيات الأسد.
واليوم تشهد عصابات الأسد انحدارا أخلاقيا وعسكريا بعد أن تحولت لميليشيات طائفية تنفذ إملاءات أعداء الشعب السوري، وتسعى للقضاء على ثورته لكنها فشلت عندما خضعت للمفاوضات أمام أهالي بلدة طفس العزل بدرعا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى