تحليل عسكري

التصعيد العسكري في المنطقة الشرقية بين الميليشيات الإيرانية والقوات الأمريكية، أسبابه، ومآلاته

تعود أسباب التصعيد العسكري العنيف في المناطق الشرقية بين الميليشيات الإيرانية والقوات الأمريكية إلى أحداث ميدانية تتمثل بالتراخي الأمريكي في الرد على العمليات العسكرية الإيرانية وذلك بإطلاق الصواريخ والمسيرات على القوات الأمريكية، وسياسيا بعدم الحزم من قبل الإدارة الامريكية في تعاطيها مع الدول التي تسعى للتطبيع مع ميليشيات الأسد.
ومن المرجح أن يصعد المحتل الإيراني وميليشيات الأسد ضد القوات الأمريكية، وهذا وفقا لتصريحات أحد مسؤولي المحتل الإيراني التي اعتبر فيها أن وجودهم في سوريا شرعي وبدعوة من ميليشيات الأسد، وأتوقع أن المحتل الإيراني وميليشيات الأسد سيعتمدون نفس الأسلوب الذين اتبعوه في العراق ضد القوات الأمريكية عندما أثاروا الاضطرابات ضدها.
وأشير إلى أن القوات الأمريكية ليست عاجزة عن حماية نفسها لكن يبدو أنها تريد الرد على التطاول الإيراني من خلال القوات المحلية سواء قسد أو جيش سورية الحر المتموضع في قاعدة التنف، كما أنها لا ترغب بالتدخل مباشرة لحرصها على عدم سقوط ضحايا في صفوفها ولهذا الأمر اعتبارات داخلية وردود فعل قد تؤثر على الفاعلين سياسيا.
وبالنسبة لميليشيات الأسد فعمليا ليست غائبة بل إن وجود الميليشيات الإيرانية وانتشارها حصل بالتنسيق معها ومع إدارة الجيش المختصة بالمساحة والطبوغرافيا، لكن وضع المحتل الإيراني في الواجهة هو عملية مدروسة من قبل التحالف (الروسي – الإيراني)، ودليل ذلك ما أعلنه أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين أن طائرات المحتل الروسي حلقت فوق مناطق النفوذ الأمريكي في سورية خلال شهر آذار الجاري 25 مرة.
ولا شك أن ميليشيات الأسد لا ترغب في منع الميليشيات الإيرانية من استهداف القواعد الأمريكية بل أنها أدانت الرد الأمريكي، وسيتعاون الطرفان لزيادة وتيرة استهداف القوات الأمريكية في المرحلة المقبلة.
أشير إلى أن الميليشيات الإيرانية متوغلة بشكل واسع في المناطق الشرقية وفي أماكن إستراتيجية ولا سبيل لكسر شوكتها إلا بعمل عسكري قوي للقوات الأمريكية لا بالقصف الجوي والأرضي المتقطع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى