تحليل عسكري

المجازر التي ارتكبتها الميليشيات الإيرانية في البادية الشامية وتمددها الجديد في بعض المدن المحتلة

تعد البادية السورية هي الطريق البري والشريان الحيوي للميليشيات الإيرانية وهي صلة الوصل بين الحدود العراقية والأراضي السورية وبالتالي تحقيق مشروع المحتل الإيراني بالربط بين طهران وبغداد وصولاً إلى دمشق فبيروت لذلك فهي تحاول السيطرة على البادية السورية وتطهيرها من خلايا تنظيم الدولة وأيضاً إرسال رسالة للقوى المتداخلة بأن البادية هي منطقة نفوذ إيرانية.
وتأتي زيارة قائد “فيلق القدس” “إسماعيل قاآني” ورئيس أركان الحشد الشعبي العراقي “عبد العزيز المحمداوي” ضمن إستراتيجية المحتل الإيراني وأذرعه في فرض نفوذها على الجغرافيا السورية واستخدام هذا النفوذ كورقة ضغط على الدول المتداخلة في الشأن السوري لضمان بقاء طويل الأمد في سوريا من خلال مشاركته بالحل النهائي انطلاقاً من هذه السيطرة.
وأما بالنسبة لزيارات الوفود ذات الطابع الديني لمناطق الإيواء فهي محاولة لإيجاد نفوذ من نوع آخر يقوم على استغلال معاناة المدنيين والتسويق للفكر الشيعي وبالتالي إيجاد حواضن شيعية مشابهة لتلك التي أوجدت في لبنان واليمن والعراق.
هذا واستغل المحتل الإيراني التساهل الدولي معه والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق عصابات الأسد من أجل زيادة وتيرة المساعدات العسكرية للعصابة وإدخال المزيد من الأسلحة وقطع غيار وتجميع طائرات درون، رد المحتل الإسرائيلي هو ذاته منذ الاستهداف الأول لمواقع الميليشيات الإيرانية عقب تدخلها في سوريا وهو يقوم على قصف مواقع وقوافل الأسلحة الإيرانية وعدم السماح لإيران بالتمركز في قواعد عسكرية في سوريا وخاصة في المناطق القريبة من حدودها.
أما قيام وفود المحتل الإيراني بممارسة طقوسها الدينية فهو نوع من فرض هذه الأفكار على المجتمع المحلي خاصة في تلك المناطق التي تعدها مناطق نفوذ لها وهي مسؤولة عن حمايتها مثل المراقد الشيعية، أما ردة الفعل المحلية فهي ضعيفة ولا ترتقي إلى مستوى الحدث ومرد ذلك لضعف الحاضنة الموجودة والنفوذ الإيراني والسيطرة الأمنية القوية خاصة في العاصمة دمشق.
يذكر أن المحتل الإيراني منذ تدخله في سوريا عسكريا وهو يسعى للتوسع لأنه يعد سوريا واسطة المشروع التوسعي الإيراني وبالتالي تحاول استغلال أي فرصة لزيادة توسعها ونفوذها، بالمقابل تقوم الإستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية على منع الميليشيات الإيرانية من الاستقرار وإقامة قواعد عسكرية دائمة لها دون أن تعمل على توجيه ضربة قاصمة والعمل على إخراجها من سوريا، وبالتالي فإن الجغرافيا السورية أصبحت صندوق رسائل لهذه الأطراف تتحكم بها نتائج المفاوضات بينها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى