تحليل عسكري

الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من إيران في دمشق

لا توافق دائم أو خلاف مستمر بين المحتل الإسرائيلي وإيران وإنما هنالك حالة من التنافس ما بين المشروعين فإيران تسعى من خلال بسط نفوذها داخل الجغرافيا السورية لاستخدام قواعد نظام الأسد كمصدات أمنية وعسكرية متقدمة للضغط على المحتل الإسرائيلي والمنظومة الدولية من أجل تحقيق أعلى المكتسبات في ملف التفاوضي النووي لا سيما أن مسار الملف التفاوضي ما زال معطلا بسبب سلوكيات طهران ومماطلاتها المستمرة والتسويف دون أن تحرز اي تقدم في المسار التفاوضي.
ونظرا لأن طرفي الصراع باتا يتخذان من تكتيك الصمت على عمليات الاستهداف والمستهدفين خشية إحراج إيران وحلفائها من الرد المباشر عبر الحلفاء، والردود التي جاءت في سياق الانتقام لمقتل قاسم سليماني والمهندس في عملية البرق الأزرق كرد إيراني على العملية اقتصر على استهداف قاعدة عين الأسد العسكرية ببضع صواريخ كاتيوشا محلية الصنع لم تحدث أي متغير في مشروع الرد وباتت الردود بعدها قاصرة، لذا باتت تعتمد تكتيك الصمت خشية إحراجها أمام شعبها.
استغلت إيران المساعدات لعصابات الأسد إثر الزلزال كغطاء شرعي لعمليات تهريب السلاح والمسيرات إلى نظام الأسد والأذرع المرتبطة بمشروع ولاية الفقيه وبالتالي استثمار إيران للأزمات والكوارث نهجا أساسيا في تعاطيها مع المحاور التي تنفذ الرؤية الإيرانية بالمنطقة
تلجأ إيران إلى البروبغندا الإعلامية وذلك لتحقق أعلى مستوى في إدارة الردع للقوى المناوئة لمشروعها النووي، لكن حتى وإن امتلكت القدرة على إنتاج القنبلة النووية فهذا ليس شرطا أنها تستطيع استخدامها لتهديد العالم.
لكن على صعيد الجانب التقني فهنالك صعوبات كبيرة لما بعد إنتاج القنبلة تبدأ بوسائط الحفظ والنقل والإطلاق وستواجه إيران صعوبات كبيرة عندما تمتلك تلك القنبلة دون القدرة على استخدامها.
في المقابل المحتل الإسرائيلي ما زال ينظر إلى التهديدات الإيرانية النووية بأعلى درجات اليقظة وسيعمل منفردا دون الرجوع الى الاتفاقيات المبرمة سواء مع مجلس الأمن الدولي أو حتى مع الولايات المتحدة وذلك لمواجهة مشروع تعاظم مخاطر الملف النووي وسيعمل على منع إيران من إنتاج وتخزين المواد الأولية لإنتاج القنبلة النووية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى