تحليل عسكري

تحليل سياسي للعميد “عبدالهادي الساري” بشأن تصريحات وزير الخارجية التركي وردود الأفعال عليها

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين
بداية كلام وزير الخارجية التركي جاء بعد ضغوطات روسية كما قال بذلك “أوغلو” نفسه، ثم إنه خرج بتصريحات أكثر من مرة يوضح التصريح السابق فبرر كلامه بوجود تحريف لكلامه من جهات أخرى وعليه فيمكن القول إن التصريحات لم تكن بتلك الجدية فربما كانت مجرد اجتهاد شخصي لا ينم عن موقف الدولة التركية، فهي ما زالت تملك نقاطا عسكرية داخل المحرر وتتعرض لاستهدافات مباشرة من عصابات الأسد.
وربما كلام السيد جاويش أوغلو جس نبض للشارع الثوري، الذي رفض المصالحة وخرج للشوارع، فلا يتوقع السيد أوغلو من الشعب السوري القبول بهكذا عرض حتى لو كان جس نبض.
ويمكن أن نعتبر تلك التصريحات مجاملة للمعارضة التركية المطالبة برحيل السوريين بأي وسيلة كانت، فهناك الكثير يرفض وجود السوريين ويريد حل أزمة اللاجئين بمصالحة أو أي شيء آخر، لكن السؤال الأهم من هو المسؤول عن المصالحة؟ وهل المجتمع الدولي راض عن هذه المصالحة؟ وهل تركيا هي اللاعب الوحيد والأساس في سوريا لتفرض ذلك أو تدعو لذلك؟
لكن في معرض الحديث عن أزمة اللاجئين السوريين فهم كانوا ورقة رابحة لحكومة أردوغان، وكانو يدا بيد ضد الانقلاب الذي حصل بتركيا، ثم إن الشعب السوري شعب منتج وله بصمة في اقتصاد تركيا وحكومة تركيا تعي ذلك، ومصالح تركيا مع الشعب السوري أكبر من مصلحتها مع الأسد.
أضف إلى ذلك وجود أطراف أخرى غير تركيا تؤثر في طبيعة الحل في سوريا فتركيا ليست وحدها في المضمار حتى وإن كانت مقربة من الثوار.
الأمر الآخر إذا تمت مصالحة عصابات الأسد المجرمة فكيف يمكن للمجتمع السوري أن يتصالح مع بعضه البعض وخاصة الطوائف بسوريا، فهناك دماء كثيرة سفكت من المكون السني ولا يمكن لأولياء الدم بالصفح، فالأمر بعيد عن التصور حتى لو خرجت فقاعات كلامية من هنا وهناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى