تحليل عسكري

انشغال الروس بالحرب الأوكرانية ومدى تأثيرها على المعارك في سوريا

العميد زياد حاج عبيد

المحتل الروسي غير قادر على تنفيذ هجمات عسكرية كبيرة تجاه المناطق المحررة في سوريا وخصوصاً بعد سحب كامل قواته الخاصة، وأغلب القواذف الحربية من نوع سوخوي من بعض قواعده في المطارات، ولايريد زيادة عدوانيته على الأرض بعد حربه على أوكرانيا ومراقبة الدول له، ووصفه بأنه هجر الشعبين السوري والأوكراني.
والواضح أن نظام الأسد يحاول دائما شن هجمات متفرقة على المحرر ولكن ذلك لا يحصل إلا بعد أخذ الإذن الروسي، ولايمكن له اللعب في الوقت الصعب لاحتمال خسارته بشكل كبير وهو يحاول استغلال عامل الوقت لإطالة أمد وجوده في الساحة وظهر ذلك عند إصداره عفواً عاماً عمن يسميهم إرهابيين، كما أفتتح عدة أماكن لإجراء المصالحات والتظاهر بالتسامح وكأنه حمل وديع أمام المجتمع الدولي.
من ناحيتنا فإننا لا يمكن أن ننسى جرائمه وتجاهل العالم لها ذلك لأن في كل بيت شاهد عيان عليها من قتل وتهجير وتشريد.
بالمقابل بعد سحب روسيا جزء من قواتها إلى أوكرانيا يسعى المحتل الإيراني عبر ميليشياته لملء الفراغ الروسي في سوريا؛ من خلال السيطرة على عدة مواقع ومطارات ومراكز حساسة في سورية، فكيف سيكون رد المجتمع الدولي بالأيام القليلة القادمة على التمدد الإيراني في سوريا هل من خلال اتفاقيات معينة أو ستستمر الغارات الإسرائيلية على مواقع المحتل الإيراني؟!
أما من ناحية الفصائل المقاتلة على الأرض، فلديها معسكرات إعداد على الأرض ومن الممكن مساندة الثورة السورية من بعض الأطراف وخاصة بعد سقوط ورقة روسيا بين الدول والمجتمع الدولي، بسبب حربها على أوكرانيا، وأرى الطريق معبدا أمام الفصائل المقاتلة لتستغل انشغال روسيا ووضعها السيئ في الحرب الأوكرانية وقلب الطاولة عليها وعلى نظام الأسد وإضعاف الميليشيات الإيرانية وطردها من الأرض السورية.
وإننا نلمس انخفاض قوة ميليشيات الأسد في التصدي لأي هجوم عسكري ضخم عليهم لعدم وجود الغطاء الجوي الروسي الكافي، وانشغال الروس بحربهم الأوكرانية وانسحابهم الجزئي من سوريا.
واتوقع في حال حدوث معركة عسكرية دخول طائرات البيرقدار المسيرة لضرب أهداف محددة لعصابات الأسد وإضعاف شوكتهم كما حصل في أوكرانيا، ومن قبلها في بعض المعارك في سوريا وهناك تكهنات عن العودة إلى بعض الاتفاقيات (أستانا)، ولكني أؤكد أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وخصوصا مع عصابات الأسد الإجرامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى