تحليل عسكري

التصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني

تتفاوت أهمية المواقع التي يستهدفها المحتل الإسرائيلي في سوريا، فبعضها إستراتيجي وبعضها روتيني، ثم إن المحتل الإسرائيلي لا يستهدف أصل الوجود الإيراني في المنطقة، وإنما يريد أن تكون له القوة الضاربة واليد الطولى فيها، كما أنه يسعى لمنع تزويد إيران لميليشياتها بأسلحة إستراتيجية ذات دقة عالية لتستعمل في الحرب الإلكترونية أو السيبرانية أو الجوية، بالإضافة لغاية أخرى وهي تدريب الطيارين الإسرائيليين على المناورة والقصف الليلي وقصف الإحداثيات الموجودة ضمن هذه الجغرافيا، إذ أصبحت مناطق سيطرة عصابات الأسد حقل تدريب سهلة الاختراق.
وعليه فعندما يكون الهدف ذا أهمية أكبر يكون التدمير أشد، كما حصل في مدرج مطار حلب الذي توقف بالكامل، وإن كان هناك شحنات ضخمة فيتخذ المحتل الإسرائيلي تدابير احترازية لمنع وصولها.
وبخصوص ما يشاع عن انسحاب المحتل الإيراني من دمشق فهو افتراء لأن الميليشيات الإيرانية تمركزت في مثلث الموت وحرستا ودرعا وبالقرب من الحدود الأردنية والعراقية ولها معسكرات وخلايا في المنطقة ووجودها أكثر من وجود معسكرات عصابات الأسد، وهي تعمل بشكل مريح، كما إنها موجودة في السيدة زينب وحجيرة، والغوطتين الشرقية والغربية، وفي وسط دمشق، وتوسعها لا يدل على أنها تنوي الخروج.
لا شك أن الضربات الإسرائيلية ستستمر مستهدفة المواقع إيرانية، فنحن نرى طائرات الاستطلاع الجوي الإسرائيلي المسير فوق المراكز الموجودة في جبل الشيخ أو الجولان المحتل تستطلع الأنفاق التي تحفرها إيران وأحيانا تدمر البنية التحتية للمواقع الإيرانية قبل أن تتمركز، أو تخزن الأسلحة فيها.
لذلك سيبقى المجال مفتوحا أمام طيران المحتل الإسرائيلي، وليس ثمة ما يصده أو يمنعه لأن بطاريات الدفاع الجوي لعصابات الأسد غير فعالة نهائيا، فعندما تقول: “تصدت دفاعاتنا الجوية لضربات أو صواريخ وأسقطنا عددا منها” فهذا كذب، لأن منظومة الدفاع الجوي الصاروخية في سوريا التابعة لعصابات الأسد متهالكة، وعلى العكس فأحيانا يطلقونها وتقع على أحياء سكنية وتدمر أكثر مما دمر الطيران الإسرائيلي.
وأما عن رد عصابات الأسد والمحتل الإيراني فخياراتهم محدودة لأن المجرم الأسد لا يملك جيشا نظاميا، ولم يتبق من عصاباته إلا فرقتان أساسيتان هما الفرقة الرابعة وفرقة الحرس الجمهوري وأما الفرق والألوية الأخرى فلم يبق منها سوى (10 – 13%) ، بينما رممت القوى البشرية المفقودة من مرتزقة الميليشيات الإيرانية مثل “زينبيون” و”فاطميون” و”نجباء” و”حركة الإمام علي” و”أبو الفضل العباس” و”فيلق القدس”، حتى الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري فرممت نفسها بعناصر إيرانية منحوهم الجنسية والبطاقات الشخصية السورية، والآن يتحضرون لاستلام مبان تجهز لهم في أحياء دمشق وخاصة الجنوبية وفي ريف دمشق أيضا.
والواقع أن ما يسمى التطبيع العربي هو إذعان فالتطبيع يكون بين دول متكافئة والعرب -وللأسف- غير متكافئين في القوة مع الصهاينة، -وهذا ليس جوابا انهزاميا- لأنهم يعرفون أنهم مستهدفون بهويتهم ودينهم وعقائدهم وبكل شيء ومع ذلك يطبعون مع العدو الإسرائيلي ولا يقفون بصرامة ضد المحتل الإيراني أيضا، فالعرب ليس لديهم هدف استراتيجي جيبولوتيكي بالتعامل مع المحتل الإيراني وخطره المحدق، وهم يصرحون بذلك، ألا تسمع الحكومات العربية ما يقوله قادة الميليشيات الايرانية؟! ، فهم يقولون وبكل وقاحة أنهم يريدون أن يقاتلوا آخر عربي مسلم في بقاع الأرض – التصعيد الإيراني الإسرائيلي سيبقى كما هو، ولإيران حرية الحركة بهامش كبير على الأراضي السورية، ولكننا نؤمن بنصر الله تعالى لعباده المؤمنين، فالثوار في سوريا يأبون الضيم وكل أحرار العالم معهم، بل إن الله ناصرهم، ولن يترهم أعمالهم ، سيهديهم ويصلح بالهم، والله متم نوره ولو كره الكافرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى