خبر مفصل

سلاح المدفعية خلال سنوات الثورة السورية

سلاح المدفعية خلال سنوات الثورة السورية

يعد عنصر النيران من المكونات الرئيسة لمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة لذا فـإن المدفعية هي القوة النارية الضاربة للقـوات البرية، ففي الهجوم تمهد الطريق للمشاة والدبابات وذلك بإسكات نيران العدو وإبادة قوته البشرية وتدمير تحصيناته الدفاعية.

حصول الثوار السوريين على السلاح الثقيل

حين فرضت المواجهة المسلحة نفسها على الثورة في عام “2012”، وتمكن الثوار من الحصول على الأسلحة الخفيفة بفعل الانقسامات داخل جيش النظام المجرم، ولجوء الكثير من قياداته إلى صفوف المعارضة، مما أدى إلى قيام العديد من التشكيلات العسكرية والمجموعات المسلحة على كامل الجغرافيا السورية، وحدوث اشتباكات بين الثوار وعصابات الأسد وحصول الثوار على الكثير من الأسلحة الثقيلة من دبابات وراجمات ومدافع، ومع وجود العديد من الضباط المنشقين في صفوف الثورة؛ تعلم الثوار كيفية استخدام تلك الأسلحة الثقيلة، فتحولت الثورة من حرب العصابات إلى حرب شبه نظامية.

تطور سلاح المدفعية في الثورة السورية

مع الحصار المفروض على التسلح النوعي للثوار، لم يكن أمام المقاتلين سوى الاعتماد على أنفسهم، في صناعة الصواريخ والقذائف، وما يغتنمونه من الثكنات والمطارات العسكرية، حتى السلاح الذي يصنعونه، يستخدمون في إنجازه بقايا القذائف والبراميل التي لم تنفجر، إضافة إلى قطع الخردة التي يحصلون عليها من الدبابات المدمرة، كالسبطانات وكل ما يمكن إعادة تدويره.

فمن بين أبرز الأسلحة “الثقيلة” التي صنعها مقاتلو الثوار، مدفع “جهنم” والذي يمكنه إطلاق قذائف يبلغ وزنها من (5 كغ إلى 40 كغ)، كما يمكنه إطلاق 15 قذيفة دون أن تتأثر سبطانته، ويصل مدى “جهنم” إلى أكثر من 1500 م،حيث تصنع حشوة مدفع “جهنم” من جرار الغاز المسال، و يقوم صناع هذه القذائف بثقب جرة الغاز وحشوها بمادة “TNT” شديدة الانفجار التي غالبا ما تستخرج من الصورايخ والبراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات الأسد ولا تنفجر.

وبعد مضي أكثر من عام ونصف على المعارك في حلب، عدل الثوار بعض أسلحتهم المحلية بهدف تطويرها، تماشياً مع الظروف التي كانوا يمرون بها وطبيعة المعارك التي يخوضونها مع عصابات، حيث ظهر في المعارك الأخيرة لحلب قبل سقوطها سلاحٌ جديد أُطلق عليه “المدفع القناص”.

وأحدث هذا النوع من المدافع نقلة نوعية في مجال مدافع الهاون، لما فيه من ميزات لا توجد في مدافع الهاون التقليدية، إذ جرى تزويده بنوابض لضمان عدم الارتداد أثناء الإطلاق وخافي لهب بنسبة 100% وكاتم صوت بنسبة 50%، كما يحسب فيه المدى وزاوية الإطلاق بطريقة علمية مدروسة وفق نظريات رياضية، ولا يتعدى الخطأ في إصابة الهدف مسافة مترين.

كما أن المدفع مزود بنظامي إطلاق أفقي للأهداف المباشرة كالمتاريس ومواقع القناصة، ومائل كما هو حال بقية مدافع الهاون للأهداف البعيدة، حيث يصل المدى المجدي في حال الإطلاق الأفقي مسافة “500”م، والمائل مسافة “5” كم، كما كان لاستخدامه أثر كبير في تدمير نقاط لعصابات الأسد في حي الراشدين في مدينة حلب.

مدفع عيار الـ “130” مم من المدافع التي أثبتت فاعليتها

مدفع “130” والذي تستطيع قذائفه شديدة الانفجار، إصابة الهدف على بعد”27.5″ كم وتشتمل ذخائره على القذيفة الصاروخية التي يبلغ وزنها “33.4” كغ، وتستطيع أن تصيب الهدف على مسافة 44 كم، ويجري التسديد بواسطة جهاز شامل الرؤية، واستخدمت الفصائل الثورية هذا المدفع في المعارك مع عصابات الأسد وقصفت به عمق مناطق العدو ومعسكراته وتجمعاته وغرف عمليات المحتل موقعة قتـ ـلى وجـ ـرحى في صفوفهم.

حصول الثوار على مدفع “الفوزديكا” ذاتي الحركة

كما أن من بين الأسلحة التي أثبتت فاعليتها في الثورة السورية مدفع “الفوزديكا” والذي تستطيع قذائفه شديدة الانفجار، إصابة الهدف على بعد”25″ كم، وقذائف الدفع الصاروخي بمدى أقصى حتى “42” كم، ويبلغ وزن المدفع “16” طن، ويستخدم لضرب التحصينات والدشم العسكرية ومرابض المدفعية المعادية، ومن الأسلحة المميزة سلاح الهاون “120” ملم، الذي صنعه الثوار ومن ثم طوروه لينافس سلاح الهاون النظامي، فوصل مداه إلى مسافة “6” كم، والرمي يكون عن طريق جدول وضعه الثوار وعدلوا عليه، مما جعله سلاحا فعالا يستهدفون به النقاط الخلفية البعيدة لعصابات الأسد

ويسعى الثوار السوريون إلى رفع كفاءتهم وتطوير أسلحتهم عن طريق صقل الخبرات العسكرية، من خلال إحداث الكلية العسكرية التي تجمع الضباط العسكريين المنشقين للإشراف العلمي على تلك الأسلحة والتدريب الفعال لاستخدامها بأمثل طريقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى