حوار صحفي

سلاح المفخخات وتأثيرها في المعارك وإمكانية الاستغناء عنها

كانت المفخخات سلاحا أساسيا في المعارك القديمة .. فما هي الاستراتيجية التي كانت متبعة في استخدام المفخخات؟
المفخخات كانت سلاحا استراتيجيا في المعارك السابقة، وهذا الأمر سببه أن العدو بشكل عام كان عنده مناطق شديدة التحصين ودفاعها قوي على شكل سلاسل دفاعية أو وعقد معينة لا يمكن اقتحامها بشكل تقليدي، وهذا الأمر دفعنا للبحث عن سلاح قوي ومؤثر شديد الانفجار يساهم في عمل خلخلة بصفوف العدو ودفاعاته ونستثمر هذه الخلخلة لدخول المشاة وتقليل الخسائر للحد الأدنى.
الأمر الثاني من ناحية التنكيل فمثلا عندما تتوفر مجموعة أهداف فيها نكاية عظيمة نحن نتعامل مع هذه الأهداف بالمفخخات، هذين الأمرين كنا نحن نعتمد فيهما على المفخخات في المعارك السابقة، طبعا بعد دراسة وترتيب عالي المستوى حتى يتم إدخال المفخخة، فالأمر ليس بهذه البساطة من النواحي الشرعية والعسكرية، فالعدو كان يغلق الطرقات بالسواتر والألغام و وسائط نارية مباشرة، وبنفس الوقت يجب أن تكون العملية الاستشهادية أو المفخخة هدفها محققا حتى يجوز إدخالها من الناحية الشرعية لذلك العملية معقدة.
هل كان لاستعمالها نتيجة ملموسة في المعارك ؟
بالنسبة لنتائج هذه المفخخات كان لها نتائج كبيرة بفضل الله، في الحملة الماضية أدخلنا 32 مفخخة نجحت 30 مفخخة منهم واثنتين تم استهدافهم على الطريق من قبل العدو، وكان عدد القتلى يتراوح بين اثني عشر قتيلا وسبعين قتيلا، وهذا الأمر نحن أخذنا بأسبابه الكاملة الشرعية والحمد لله أدت إلى نتائج ممتازة جدا.
كما أنه لا يوجد معركة دخلت فيها مفخخة إلا وتخلخلت صفوف العدو واختصرت الكثير من عمليات الإسناد كما زعزعت ثبات العدو حيث كان يتراجع بشكل ملحوظ خصوصا إذا تم استثمار الضربة بشكل مباشر وبشكل سريع، وهذا الأمر كان له نتائج مباشرة.
كذلك هناك أخوة حوصروا في الحملة الأخيرة وكان الحل الوحيد سيارة مفخخة فكت الحصار عنهم والحمد حيث خرج الإخوة المحاصرون بالإضافة إلى النكاية التي حدثت في صفوف العدو، لذلك هو سلاح يستخدم بأوقات محددة وظروف محددة لتحصيل نتائج كبيرة.
ألا يمكن الاستغناء عن الفدائي الذي يقود المفخخة عن طريق توجيهها عن بعد ؟
بالنسبة للاستغناء عن الأخ الاستشهادي بآلية مسيرة هذا الأمر يتم العمل عليه حاليا وقطعنا شوطا جيدا فيه، لكن إلى الآن لم يتم اعتماده لأن هناك عدة مشاكل تقنية ما زالت موجودة مثل التشويش وقوة الإشارة وهكذا، وهذا الأمر يتم العمل عليه وان شاء الله في الفترة القادمة لا يبقى هناك حاجة لوجود أخ استشهادي ونعتمد على التسيير عن بعد.
هناك نقطة مهمة جدا الأصل في إدخال الأخ الاستشهادي هو ركن المفخخة والانسحاب إن أمكن ذلك أو الاشتباك مع العدو، إلا إذا حدث لديه حالة خاصة بالداخل ولم يستطع أن يركن المفخخة فيقوم بتفجيرها، وهذا الأمر نؤكد عليه كثيرا فالأصل هو قتل العدو ومحافظة الأخ على نفسه قدر المستطاع.
وسبحان الله حدثت بعض عمليات الركن الناجحة مثل ما حدث بحلب عمليتي ركن ناجحتين وكان لها نتائج جيدة ولله الحمد، لكن أحيانا نرى هدفا متحركا فيه كمية ضخمة من الأعداء والوقت ضيق فلا يمكن الركن في هذه الحالة ويفجر الأخ السيارة ويستشهد.
هل لازالت الحاجة إليها في المعارك القادمة وهل سنراها مجددا ؟
الحاجة من المؤكد أنها لازالت موجودة لأن هناك أماكن عقد دفاعية إلى الآن لا يمكن التعامل معها إلا بسلاح تأثيره شديد وأقوى سلاح نملكه حاليا هو المفخخة، فالصواريخ والمدفعية تأثيرها محدود وهناك عدم دقة أحيانا، لكن المفخخات دقتها ثمانين بالمئة وأكثر، وبالنسبة للانفجار الحمدلله تم تحسينه بالفترة الأخيرة خمسة أضعاف، إذ تم تحسين التوجيه والمواد والتصفيح، سواء كانت المفخخة مجنزرة أو مدولبة، وإن شاء الله نتمكن من استعاضة الاستشهادي بالتسيير الذي يحقق لنا الغاية ونحافظ على الأخ ونزيل الشبهة الشرعية من بعض العمليات التي يمكن أن تطلب منا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى